للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

التوحيد، فالقرآن كله في التوحيد وحقوقه وجزائه وفي شأن الشرك وأهله وجزائهم أ. هـ (١).

ومما يدل على أهمية التوحيد أن جميع الرسل أرسلوا به كما قال ابن القيم - رحمه الله - وجميع الرسل إنما دعوا إلى {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} [سورة الفاتحة، الآية: ٥] فإنهم كلهم دعوا إلى توحيد الله وإخلاص عبادته من أولهم إلى آخرهم فقال نوح لقومه: {اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ} [سورة الأعراف، الآية ٥٩] وكذلك قال هود وصالح وشعيب وإبراهيم قال الله تعالى: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ} [سورة النحل، الآية: ٣٦] (٢).

وقد بين شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - أهمية التوحيد بقوله: وقد بين الله هذا التوحيد في كتابه وحسم مواد الإشراك به حتى لا يخاف أحد غير الله ولا يرجو سواه ولا يتوكل إلا عليه ... إلى أن قال: وقد كان النبي - صلى الله عليه وسلم -، يحقق هذا


(١) شرح قصيدة ابن القيم جـ / ٢ ص / ٢٦٠ وانظر: (شرح العقيدة الطحاوية ص ٨٩).
(٢) مدارج السالكين جـ / ١، ص / ١١٤.

<<  <   >  >>