للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

القلب به، فهو حبيبٌ، ولذلك أثبت لأبي بكر، وعائشة، رضي الله عنهما أنهما أحبّ الناس إليه، ونفى عنهما الخلّة، وعلى هذا فالخلّة فوق المحبّة. وقد اختلف أرباب القلوب في ذلك، فذهب الجمهور إلى أن الخلّة أعلى؛ تمسّكًا بما ذكرناه، وهو متمسّكٌ قويٌّ ظاهرٌ. وذهب أبو بكر بن فُورَك إلى أن المحبّة أعلى، واستدلّ على ذلك بأن الاسم الخاصّ بمحمد -صلى الله عليه وسلم- الحبيب، وبإبراهيم الخليل، ودرجة نبيّنا -صلى الله عليه وسلم- أرفع، فالمحبّة أرفع. وقد ذكر القاضي عياض هذه المسألة في "كتاب الشفا" (١)، واستوفى فيها البحث، فلتنظر هناك انتهى كلام القرطبيّ رحمه الله (٢).

(قَالَ وَكِيع) بن الجرّاح الراوي عن الأعمش، مفسرًا للجملة الأخيرة (يَعْني) أي يقصد -صلى الله عليه وسلم- بقوله: "صاحبكم" (نَفْسَهُ) -صلى الله عليه وسلم-، والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو المستعان، وعليه التكلان.

مسائل تتعلّق بهذا الحديث:

(المسألة الأولى): في درجته:

حديث عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- هذا أخرجه مسلم.

(المسألة الثانية): في تخريجه:

أخرجه (المصنّف) هنا (١١/ ٩٣) بهذا السند فقط، وأخرجه (مسلم) في "كتاب الفضائل" (٦١٢٦) و (الترمذيّ) في "المناقب" (٣٦٥٥) و (الطيالسيّ) في "مسنده" (٣١٤) و (عبد الرزاق) في "مصنفه" (٢٠٣٩٨) و (الحميديّ) في "مسنده" (١١٣) و (ابن سعد) في "الطبقات" ٣/ ١٧٦ و (ابن أبي شيبة) في "مصنفه" ١٢/ ٥ و (أحمد) في "مسنده" ١/ ٣٧٧ و ٣٨٩ و ٤٠٨ و ٤١٢ و ٤٣٣ و ٤٣٤ و ٤٣٧ و ٤٣٩ و٤٥٥ و ٤٦٢. وفي "فضائل الصحابة" (١٥٥) و (١٥٦) و (١٥٧) و (١٥٨) و (١٥٩) و (١٦٠). و (النسائيّ)


(١) راجع "الشفا" ١/ ٤٠٩ وما بعدها.
(٢) "المفهم" ٦/ ٢٤٢ - ٢٤٣ "كتاب النبوات".

<<  <  ج: ص:  >  >>