للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وابن عبّاس -رضي الله عنهم-، ومن مرسل سعيد بن المسيّب، والحسن البصري.

فأما حديث ابن عمر، فأخرجه الترمذيّ، فقال:

حدثنا محمد بن بشار، ومحمد بن رافع، قالا: حدثنا أَبو عامر العقدي، حدثنا خارجة بن عبد الله الأنصاري، عن نافع، عن ابن عمر، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "اللهم أعز الإسلام بأحب هذين الرجلين إليك، بأبي جهل، أو بعمر بن الخطاب"، قال: وكان أحبهما إليه عمر. قال أَبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح غريب، من حديث ابن عمر.

قال الجامع عفا الله تعالى عنه: رجال هذا الإسناد رجال الصحيح، غير خارجة ابن عبد الله الأنصاريّ، وهو حسن الحديث، فقد روى عن جماعة، وروى عنه جماعة، وقال ابن معين: ليس به بأس، وقال أَبو حاتم: شيخ، حديثه صالح، وقال أَبو داود: شيخ، وقال ابن عديّ: لا بأس به، وبرواياته عندي، وقال الأزديّ: اختلفوا فيه، ولا بأس به، وحديثه مقبول، كثير المنكر، وهو إلى الصدق أقرب. وضعّفه أحمد، والدارقطنيّ (١).

فمثل هذا أقلّ أحواله أن يكون حسن الحديث.

وأما حديث ابن مسعود -رضي الله عنه- فقد أخرجه الطبرانيّ في "الكبير"، فقال: حدثنا محمد ابن العباس الأصبهانيّ، ثنا عمر بن محمد بن الحسن الأسديّ، ثنا أبي، ثنا يحيى بن زكريا ابن أبي زائدة، عن مجالد، عن الشعبيّ، عن مسروق، عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه-، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "اللهمّ أعزّ الإسلام بعمر بن الخطاب، أو بأبي جهل بن هشام"، فجعل الله دعوة رسوله -صلى الله عليه وسلم- لعمر بن الخطاب، بُني عليه الإسلام، وهُدم به الأوثان (٢).

قال الحافظ أَبو بكر الْهيثميّ رحمه الله: رجاله رجال الصحيح، غير مجالد بن


(١) راجع ترجمته في "تهذيب التهذيب" ١/ ٥١٢.
(٢) راجع "المعجم الكبير" ١٠/ ١٩٧ رقم الحديث (١٠٣١٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>