عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"إن الله عز وجل جعل الحق على قلب عمر ولسانه"، قال: وقال ابن عمر: ما نزل بالناس أمر قط، فقالوا فيه، وقال فيه عمر بن الخطاب، أو قال عمر إلا نزل القرآن على نحو مما قال عمر (١). والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو المستعان، وعليه التكلان.
مسألتان تتعلقان بهذا الحديث:
(المسألة الأولى): في درجته:
حديث أبي ذرّ -رضي الله عنه- هذا صحيح.
[فإن قلت]: كيف يصحّ، وفي سنده محمد بن إسحاق، وهو مدلّس، وقد عنعنه؟.
[قلت]: لم ينفرد به ابن إسحاق، فقد أخرجه الإمام أحمد في "مسنده" ٥/ ١٤٥ عن يونس وعفّان قالا: حدّثنا حماد بن سلمة، عن بُرْد أبي العلاء، عن عبادة بن نُسيّ، عن غضيف بن الحارث به، وهذا إسناد صحيح، رواته ثقات، وبرد بن سنان وإن روي تضعيفه عن ابن المدينيّ، إلا أن الجمهور على توثيقه، انظر ترجمته في "تهذيب التهذيب" ١/ ٢١٧. وله شواهد من حديث ابن عمر رضي الله عنهما عند أحمد، كما ذكرته آنفًا، ومن حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- عند أحمد أيضًا برقم (٨٨٤٦). وفي سنده ضعف.
والحاصل أن حديث أبي ذرّ -رضي الله عنه- هذا صحيح. والله تعالى أعلم.
(المسألة الثانية): في تخريجه:
أخرجه (المصنّف) هنا (١٢/ ١٠٨) بهذا السند فقط، وأخرجه (أَبو داود) في "الخراج والإمارة"(٢٩٦٢) و (أحمد) في "مسند الأنصار"(٢٠٤٨٤) و (٢٠٣٣٣) و (٢٠٥٦٢)، والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب.