بكسر السين المهملة، وبالدال، واتّفق العلماء على أن المراد به السِّرَار بكسر السين، وبالراء المكرّرة، وهو السّرّ والمساور، يقال: ساودت الرجلَ مساودةً: إذا ساررته، قالوا: وهو مأخوذ من إدناء سَوَادك من سوَاده عند المساررة، أي شخصك من شخصه، والسَّوَاد اسم لكلّ شخص. انتهى (١).
وقوله:(حَتَّى أَنْهَاكَ) غاية للإذن، أي أنت في حلّ من رفع الحجاب والدخول عليّ إلى أن أمنعك من ذلك، والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو المستعان، وعليه التكلان.
مسائل تتعلّق بهذا الحديث:
(المسألة الأولى): في درجته:
حديث عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- هذا أخرجه مسلم.
(المسألة الثّانية): في تخريجه:
أخرجه (المصنّف) هنا (٢٠/ ١٣٩) فقط، وأخرجه (مسلم) في "كتاب السّلام"(٢١٦٩) و (النَّسائيّ) في "الفضائل"(٨٢٠٤) و (ابن أبي شيبة) في "مصنّفه" ١٢/ ١١٢ و (ابن سعد) في "الطبقات" ٣/ ١٥٣ و (أحمد) في "مسنده"(٣٨٣٣) و (الطحاويّ) في "مشكل الآثار"(١٥٨٥) و (أبو يعلى) في "مسنده"(٥٣٥٦) و (٥٣٥٧) و (ابن حبّان) في "صحيحه"(٧٠٦٨) و (الطبرانيّ)(٨٤٤٩) و (٨٤٥٠)، والله تعالى أعلم.
(المسألة الثّالثة): في فوائده:
١ - (منها): ما ترجم له المصنّف رحمه الله، وهو بيان فضل عبد الله بن مسعود، حيث إنّه -صلى الله عليه وسلم- جعله يرفع الحجاب بلا استئذان، ويسمع مسارّته لغيره، ولهذا كان الصّحابة -رضي الله عنهم- يعدّون هذا له منقبة عظيمة، فقد أخرج الشيخان من حديث أبي موسى الأشعريّ -رضي الله عنه-، قال: "قدِمتُ أنا وأخي من اليمن، فكنّا حينًا وما نرى ابن مسعود وأمّه