قال ابن سعد: قال محمّد بن عمر: روى عن أبي هريرة، وكان ثقة، أكثر حديثًا من أخيه. وقال العجلي: مدني تابعي ثقة. وقال أبو زرعة: ثقة. وقال ابن خِرَاش: ثقة مشهور، أحد الأئمة. وذكره ابن حبّان في "الثِّقات"، وقال: من خيار النَّاس، كان يحج ماشيًا، وناقته تُقاد. وقال أبو الحسن بن البراء عن علي بن المديني: أصحاب زيد بن ثابت الذين كانوا يأخذون عنه، ويفتون بفتواه، فذكره فيهم.
قال الزُّبير بن بكار وغير واحد: مات في خلافة سليمان بن عبد الملك. وقال الواقدي عن ابن أبي الزِّناد: مات سنة تسع وتسعين.
أخرج له الجماعة، وله في هذا الكتاب تسعة أحاديث برقم ١٤٢ و ٥٤٥ و ٨٠٧ و ١٧٢٠ و ١٨٧٠ و ٢٩٠٧ و ٣٥٢٢ و ٣٦٧٢ و ٤٠٦٥.
٥ - (أبو هريرة) -رضي الله عنه- تقدّم ١/ ١، والله تعالى أعلم.
لطائف هذا الإسناد:
١ - (منها): أنه خماسيّات المصنِّف رحمه الله.
٢ - (ومنها): أن رجاله كلهم رجال الصّحيح.
٣ - (ومنها): أنه مسلسل بثقات المدنيين، غير شيخه، فبصريّ، وسفيان، فكوفيّ، ثمّ مكيّ.
٤ - (ومنها): أن فيه رواية تابعيّ عن تابعيّ.
٥ - (ومنها): أن صحابيّه أحفظ من روى الحديث في دهره، روى (٥٣٧٤) حديثًا، والله تعالى أعلم.
شرح الحديث:
(عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ) -رضي الله عنه- (عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم-) أنه (قَالَ لِلْحَسَنِ) أي في شأنه، فاللام بمعنى "في"، والحديث مختصرٌ، وقد بساقه الشيخان في "صحيحيهما" بطوله، فلفظ البخاريّ عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: كنت مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في سوق من أسواق المدينة، فانصرف،