للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أخرجه أبو داود من هذا الوجه.

وفي رواية عمرو ما يدلّ على أنّ المراد بجدّه هو عبد الله بن عمرو، فمن ذلك رواية حسين المعلم، عن عمرو، عن أبيه، عن جده، قال: "رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يصلي حافيا ومنتعلًا"، رواه أبو داود، وبهذا السند: "رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يشرب قائما وقاعدًا"، رواه الترمذي، وبه: "رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ينفتل عن يمينه وعن يساره في الصلاة"، رواه ابن ماجه (١).

ومن ذلك: هشام بن الغاز، عن عمرو، عن أبيه، عن جده قال: أقبلنا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من ثنية أذاخِر ... " الحديث، رواه ابن ماجه (٢).

ومن ذلك محمد بن إسحاق، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده. "سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يأمر بكلمات من الفزع ... " الحديث، رواه أبو داود، والنسائي، والترمذي، وغيرهم.

وهذه قطعة من جملة أحاديث تُصَرّح بأن الجد هو عبد الله بن عمرو، لكن هل سمع منه جميع ما رَوَى عنه أم سمع بعضها، والباقي صحيفة، الثاني أظهر عندي، وهو الجامع لاختلاف الأقوال فيه، وعليه ينحط كلام الدارقطني، وأبي زرعة، وأما اشتراط بعضهم أن يكون الراوي عنه ثقة، فهذا الشرط معتبر في جميع الرواة، لا يختص به عمرو، وأما قول ابن عدي: لم يُدخلوها في صحاح ما خرّجوا، فيرد عليه إخراج ابن خزيمة له في "صحيحه"، والبخاري في "جزء القراءة خلف الإمام" على سبيل الاحتجاج، وكذلك النسائي، وكتابه عند ابن عدي معدود في الصحاح، ولكن ابن عدي عَنَى غير "الصحيحين" (٣) فيما أظن، فليس فيهما لعمرو شيء.


(١) سيأتي في "كتاب الصلاة" برقم (٩٣١).
(٢) سيأتي في "كتاب اللباس" برقم (٣٦٠٣).
(٣) هكذا نسخة "تهذيب التهذيب"، والظاهر أن الصواب "عنَى "الصحيحين" بحذف لفظة "غير"، فليُتأمّل. والله تعالى أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>