بالنسبة لمن يكون جهة اليمن شاميّة، فسمّوها شاميّة للفرق بينهما (١)، والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع المآب، وهو المستعان، وعليه التكلان.
مسائل تتعلّق بهذا الحديث:
(المسألة الأولى): في درجته:
حديث جرير بن عبد الله هذا متّفقٌ عليه.
(المسألة الثّانية): في تخريجه:
أخرجه (المصنّف) هنا (٢٩/ ١٥٩) بهذا السند فقط، وأخرجه (البخاريّ) في ٤/ ٧٩ و٥/ ٩٤ و ٨/ ٢٩ وفي "الأدب المفرد" له (٥٢٠) و (مسلم) في ٧/ ١٥٧ و (الترمذيّ) في (٣٨٢٠ و ٣٨٢١) وفي "الشمائل" له (٢٣٠ و ٢٣١) و (النَّسائيّ) في "الفضائل"(١٩٨) و (ابن حبّان) في "صحيحه"(٧٢٠٠ و ٧٢٠١) و (الطبرانيّ)(٢٢١٩ و ٢٢٢٠ و ٢٢٢٢ و ٢٢٢٣ و ٢٢٥٤)، والله تعالى أعلم.
(المسألة الثّالثة): في فوائده:
١ - (منها): ما ترجم له المصنّف رحمه الله، وهو بيان فضل جرير بن عبد الله -رضي الله عنه-.
٢ - (ومنها): ما كان عليه النبيّ -صلى الله عليه وسلم- من حسن الخلق، وطيب المعاملة للناس، فكان يُنزل كلَّ أحد منزلته، فلما كان جرير -رضي الله عنه- شريفًا في قومه خصّه بمزايا اللطف والإكرام، فكان لا يحجُبُه إذا جاءه، ويتبسّم في وجهه إذا رآه.
٣ - (ومنها): أن فيه معجزة للنبيّ -صلى الله عليه وسلم- حيث دعا لجرير -رضي الله عنه- بأن يثبت على الخيل، فما أصابه بعد سقوط ولا ميل.
٤ - (ومنها): أن فيه منقبة لقبيلة أحمس، حيث دعا النَّبي -صلى الله عليه وسلم- لخليها ورجالها خمس مرّات، والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب.