للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

شرح الحديث:

(عَنْ أَبِي سعِيدٍ الخُدْرِيِّ) -رضي الله عنه- (عَنْ رَسُولِ الله -صلى الله عليه وسلم-) أنه (قَالَ: سَيَأْتِيكُمْ) الخطاب للصحابة -رضي الله عنهم-، ويُلحق بهم من بعدهم (أَقْوَامٌ يَطْلُبُون الْعِلْمَ، فَإِذَا رَأَيْتُمُوهُمْ فَقُولُوا: لهُمْ مَرْحَبًا مَرْحَبًا) بالتكرار للتوكيد، قيل في مثله: أي صادفتَ رُحْبًا، أو لقيتَ رحبًا وسَعَةً، وقيل: رحّب الله بك ترحيبًا، فوُضع مَرْحبًا موضعَ ترحيبًا، وقيل: التقدير: أتيتَ رحبًا، أو رَحبت بك الدار مرحبًا. انتهى.

وقال ابن منظور: وقولهم في تحيّة الوارد: "مَرْحَبًا": أي صادفتَ أهلًا ومَرْحبًا، وقالوا: مَرْحَبك الله، ومَسْهَلَك، وقولهم: مَرْحبًا وأهلًا: أي أتيت سَعَةً، وأتيت أهلًا، فاستأنس، ولا تستوحِشْ، وقال الليث: معنى قول العرب: "مَرْحَبًا": انزل في الرحب والسَّعَة وأَقِمْ، فلك عندنا ذلك، وهو منصوب بفعل مضمر، كما قدرناه. انتهى بتصرّف (١).

(بِوَصِيَّةِ رَسُولِ الله -صلى الله عليه وسلم-) متعلّق بفعل مقدّر، أي نرحّب بمن أوصانا بهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، أي نقول لهم: مرحبًا يا من أوصى بهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ويحتمل أن تكون الباء للسببيّة، أي قلنا لكم: مرحبًا بسبب وصيّة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بكم، أي بسبب أمره بالترحيب بكم.

(وَاقْنُوهُمْ) بالقاف، يقال: قناه الله، من باب رمى، وأقناه: أرضاه، أفاده في "القاموس" (٢)، فيحتمل أن يكون "أَقْنُوهم" بهمزة القطع رباعيّا، ويحتمل أن يكون بهمزة الوصل، والنون مضمومة على كونه ثلاثيًّا كرمى، وأصله اقْنِيُوهم بكسر النون؛ لأنه من باب رمى، ثم نقلت ضمة الياء إلى النون بعد سلب حركتها، وحذفت الياء، فصار اقْنُوهم، كارْمُوهم، وفي بعض النسخ "وأفتوهم" بالفاء من الإفتاء رباعيّا، قال


(١) "لسان العرب" ١/ ٤١٤.
(٢) "القاموس" ص ١١٩٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>