(الفصل الثاني): في ذكر قصائد في مدح أهل الحديث:
(فمنها): ما قاله السيّد المرتضى الحسينيّ رحمه الله تعالى في أماليه الشيخونيّة [من الطويل]:
عَلَيْكَ بأَصْحَاب الحدِيثِ فَإنَّهُمْ ... خَيَارُ عِبَادِ الله في كُلِّ مَحْفَل
وَلَا تَعْدُوَنْ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ فَإنَّهُمْ ... نُجُومُ الهُدَى في أَعْيُنِ المُتأَمِّل
جَهَابِذَةٌ شُمٌّ سَرَاةٌ فَمَنْ أَتَى ... إِلَى حَيِّهِمْ يَومًا فَبِالنُّورِ يَمْتَلِي
لَقَدْ شَرَقَتْ شَمْسُ الهُدَى في وُجُوهِهِمْ ... وَقَدْرُهُمُ في النَّاسِ مَا زَالَ يَعْتَلِي
فَلِلَّهِ مَحْيَاهُمْ مَعًا وَمَمَاتُهُمْ ... لَقَدْ ظَفِرُوا إِدْرَاكَ مَجْدٍ مُؤَثَّلِ
وَقَالَ الإِمَامُ الشَّافِعِيُّ مَقَالَةً ... غَدَتْ مِنْهُمُ فَخْرًا لِكُل مُحَصِّلِ
أَرَى الْمرْءَ مِنْ أَهْلِ الحدِيثِ كَأَنَّهُ ... رَأَى الْمرْءَ مِنْ صَحْبِ النَّبِيِّ المُفَضَّلِ
عَلَيْهِ صَلَاةُ اللهِ مَا ذَرَّ شَارِقٌ ... وَآلٍ لَهُ وَالصَّحْبِ أَهْلِ التَّفَضُّلِ
(ومنها): ما قاله السيّد المرتضى الواسطيّ [من البسيط]:
عِلْمُ الْحدِيثِ شَريفٌ لَيْسَ يُدْرِكُهُ ... إلَّا الَّذِي فَارَقَ الأَوْطَانَ مُغْتَرِبَا
وَجَاهَدَ النَّفْسَ في تَحْصِيلِهِ فَغَدَا ... يَجْتَابُ بَحْرًا وَفي الأَوْطَارِ مُضْطَربَا
يَلْقَى الشُّيُوخَ وَيَرْوِي عَنْهُمُ سَنَدًا ... وَحَافِظٌ مَا رَوَى عَنْهُمْ وَمَا كَتبَا
ذَاكَ الَّذِي فَازَ بِالحُسْنَى وَتَمَّ لَهُ ... حَظُّ السَّعَادَةِ مَوْهُوبًا وَمُكْتَسَبَا
طُوبَى لمَنْ كَانَ هَذَا الْعِلْمُ صَاحِبَهُ ... لَقَدْ نَفَى اللهُ عَنْهُ الهمَّ وَالْوَصَبَا
(ومنها): ما قاله بعضهم [من البسيط]:
أَصَحُّ مَا قِيلَ بَعْدَ الذِّكْرِ في الْخبَرِ ... حَدِيثُ خَيْرِ الْبَرَايَا سَيِّدِ الْبَشَر
أَعْظِمْ بهِ هَادِيًا زَكَّاهُ خَالِقُهُ ... بالْعَدْلِ وَالْفَضْل وَالآيَاتِ وَالسُّوَرِ
فَلَوْ تَمَسَّكَ خَلْقُ الله أَجْمَعُهُمْ ... بِلَفْظَةٍ مِنْهُ نَالُوا أَشْرَفَ الْوَطَرِ
هَذَا هُوَ الْعِلْمُ وَالْبَحْرُ الَّذِي سَعِدَتْ ... غُوَّاصُهُ بِأَعَالِي جَوْهَرِ الدُّرَرِ