للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

كان إذا أراد أن يحدث على غير طهر تيمم. وقال الأعمش عن ضرار بن مرة قال: كانوا يكرهون أن يحدثوا على غير طهر. وأخرج عن قتادة قال: لقد كان يستحب أن لا نقرأ الأحاديث التي عن النبي -صلى الله عليه وسلم- إلا على طهارة. وأخرج عن بشر بن الحارث قال: سأل رجل ابن المبارك عن حديث، وهو يمشي، فقال: ليس هذا من توقير العلم. وأخرج عن ابن المبارك قال: كنت عند مالك، وهو يحدث، فجاءت عقرب فلدغته ست عشرة مرة، ومالك يتغير لونه، ويتصبر ولا يقطع حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فلما فرغ من المجلس، وتفرق الناس، قلت له: لقد رأيت منك عجبًا قال: نعم إنما صبرت إجلالا لحديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. وأخرج عن عبد الله بن عمرو قال: كنت أكتب كل شيء سمعته من رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وأريد حفظه، فنهتني قريش، وقالوا: تكتب كل شيء سمعته من رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- بشر، يتكلم في الرضى والغضب، قال: فأمسكت، فذكرت ذلك لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقال: "اكتب فوالذي نفسي بيده، ما خرج منه إلا حق"، وأشار بيده إلى فمه. أخرجه الدارمي والحاكم (١). وأخرج عن أبي هريرة أن رجلًا من الأنصار شكا إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-، فقال: إني أسمع منك الحديث، ولا أحفظه، فقال: "استعن بيمينك"، وأومأ بيده للخط. أخرجه الترمذي (٢). وأخرج البيهقي والدارمي عن عبد الله بن دينار، أن عمر بن عبد العزيز كتب إلي أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم: انظر ما كان من حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، أو سنة ماضية فاكتبه، فإني قد خفت درس العلم وذهاب أهله. وأخرجا أيضا عن الزهري قال: كان من مضى من علمائنا يقولون: الاعتصام بالسنة نجاة.

قال السيوطيّ رحمه الله تعالى: هذا ما لخصته من كتاب البيهقي من الأحاديث


(١) صحيح، أخرجه أبو داود رقم ٣٦٢٩ والحاكم ١/ ١٠٦ والدارميّ ١/ ١٢٥.
(٢) ضعيف، أخرجه الترمذيّ رقم ٣٨٠٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>