(للقرآن) بعد قوله والحفظ ومنها قوله (به) بعد قوله وأصوات العباد، ومنها قوله (كلها مؤلفة من فعل المخلوقين). وكان ينبغي للمؤلف أن يلتزم الأمانة في إيراده لأقوال البخاري بحيث لا يدخل فيها ما ليس منها، ولاسيما إذا كان المزيد مما يفسد الكلام ويغير معناه. وهذه الأحرف المزيدة في بعضها إفساد لبعض كلام البخاري وتغيير لمعناه وإحالة له إلى قول من يقول من الجهمية أن اللفظ بالقرآن مخلوق.
فمن هذه الأحرف قوله (به) أي في قوله وأصوات العباد به - أي بالقرآن - كلها مؤلفة مخلوقة من فعل المخلوقين. وهذه العبارة لا فرق بينها وبين قول من يقول من الجهمية أن ألفاظنا بالقرآن مخلوقة فإن كان المؤلف قد أدخل هذا الحرف في كلام البخاري متعمداً فما أعظم ذلك وأبشعه!! وإن كان قد أدخله سهواً أو لعدم علمه بما يدل عليه من إحالة المعنى إلى قول اللفظية فينبغي له أن يستدرك ذلك وينبه عليه.