وأحاديث الصفات فيمر كما جاء ولا يقال فيه كيف ولم. بل يقابل بالتسليم والتصديق، وترك النظر والتأويل، وليس في الحديث شيء من الباطل ولا المحال عقلا وشرعاً كما قد زعم ذلك الجزائري - هدانا الله وإياه وألهمنا رشدنا - وإنما الباطل رد الحديث الصحيح وتأويله بما يوافق أقوال الجهمية ومذاهبهم الباطلة.
وأما مقالة داروين فهي كفر صريح لما فيها من التكذيب بما أخبر الله به عن آدم عليه الصلاة والسلام أنه خلقه من طين، وأنه خلقه بيديه، ونفخ فيه من روحه، وأمر الملائكة بالسجود له. وهذه فضائل عظيمة خص الله بها آدم دون سائر المخلوقات. وفيها أيضا تكذيب لما أخبر به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الحديث الصحيح:«إن الله خلق آدم على صورته» وهذه فضيلة عظيمة خص الله بها آدم دون سائر المخلوقات. وفيها أيضا أعظم العقوق لآدم أبي البشر حيث دون سائر المخلوقات. وفيها أيضا أعظم العقوق لآد أبي البشر حيث زعم أهل المقابلة الخبيثة أنه ناشئ من القردة التي هي من أخبث الحيوانات وأشدها تشويها في الخلقة. والآيات والأحاديث في الرد على من قال بهذه المقالة الخبيثة كثيرة جداً، ولو ذكرتها لطال الكلام، وإنما يقول بهذه المقالة الخبيثة من ينكر وجود