أما المسخ فهو أن يسلط الله تعالى عليها أمة من الأمم أقوى منها فتقهرها وتذلها فتغير لغتها وأخلاقها وآدابها حتى تصبح جزءاً من تلك الأمة الغالبة لها.
وأما النسخ فهو أن يسلط عليها أمة ملحدة كافرة لا تؤمن بالله ولا بلقائه فتنسخ وجودها بالمرة فلم يبق لها دين ولا لغة ولا كيان كما مسخت روسيا الإلحادية الجمهوريات الإسلامية مسخاً كاملاً، فلم يبق لتلك الأمة المسلم وجود إسلامي بالمرة. انتهى كلام الجزائري.
وأقول: إن المسخ الكلي أو النسخ الكلي للأمة الإسلامية لا يكون أبداً، لأن الله تعالى قال لنبيه - صلى الله عليه وسلم -: «يا محمد إني إذا قضيت قضاء فإنه لا يُرد وإني أعطيتك لأمتك أن لا أهلكهم بسِنة عامة وأن لا أسلط عليهم عدوا من سوى أنفسهم فيستبيح بيضتهم ولو اجتمع عليهم من بأقطارها حتى يكون بعضهم يهلك بعضا ويسبي بعضهم بعضا» رواه الإمام أحمد ومسلم وأبو داود والترمذي وابن ماجة والبرقاني في صحيحه من حديث ثوبان رضي الله عنه، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. وروي الإمام أحمد أيضا عن شداد بن أوس رضي الله عنه