إنهم يختلفون فيما بينهم ولكن إذا جاءت عداوة الإسلام نسوا اختلافهم وصاروا صفاً واحداً، ويداً واحدة علينا. لما قامت هذه الدولة الباغية العاتبة التي سمَّوها دولة إسرائيل تسابقت أمريكان وروسيا إلى الاعتراف بها ومباركة مولدها.
ثم إنهم ما غلبونا (ثانياً) بقوتهم لكن بضعفنا وتفرقنا وانقسامنا. الأب يؤدب أولاده إذا أساؤوا وعصوا، والله (ولله المُثُل العليا، تعالى الله أن يكون كمثله شيء) يأخذ عباده المؤمنين ببعض الألم ليعودوا إليه، ويبلوهم (أي يختبرهم) بشيء من الجوع والخوف ونقص من الأموال والأنفس والثمرات، يُنبههم إذا أساؤوا وانحرفوا ليحسنوا ويستقيموا، ونحن أسأنا وانحرفنا، أمرنا الله أن نتمسك بدينه، ونعتصم بحبله، ونكون جسداً واحداً له شعور واحد، وتكون رحمتنا وعاطفتنا لإخواننا، وشدَّتُنا وحِدَّتُنا على عدوّنا. فماذا صنعنا؟ هل أطعنا أمره؟ أم حِدْنا عن سبيله، وتركنا الحق من ديننا للباطل من دين عدوِّنا، وانقسمنا وصرنا شيعاً، وجعلنا شدتنا وقوتنا على إخوتنا، ولَطُفْنا وضَعُفْنا أمام عدونا، ولذلك عاقبنا الله فجعل امرأة عجوزاً تهددنا مرَّة