الحمد لله تعالى القائل في محكم كتابه وآيات تنزيله:{وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ}(١)، والصَّلاة والسَّلام على سيِّدنا محمَّد النَّبيِّ الأمين القائل:"كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته"؛ أما بعد:
فإنَّ أدب الوصية من الآباء للأبناء من أبواب التأليف والتصنيف المعروفة في تُراث سلفنا رضي الله تعالى عنهم -سواء الابن الحقيقي، أو الابن المعنوي وهو التلميذ- ومن ذلك وصية الإِمام ابن الجوزي لابنه المعروفة باسم "لفتة الكبد في نصيحة الولد"، ووصية أبي الوليد الباجي لِوَلَدَيْهِ، ووصية الإِلبيري لولده نظمًا، وهذا من النوع الأول وأعني به وصية الوالد لولده الحقيقي. وأما النوع الثاني -أعني وصية الشيخ لتلميذه- فيصعب حصره ويشق استقصاؤه لكثرته في تراثنا الخالد، وأشهرها وصية الإِمام أبي حامد الغزالي المشهورة بعنوان:"أيها الولد"، ووصية السَّلامي للإِمام الذهبي، وغيرها كثير.