ومن الوصايا النفيسة -من النوع الأول- وصية الإِمام العلَّامة تقيّ الدِّين السبكي لولده محمد؛ لمَّا توجَّه قاضيًا للركب وناظرًا له، وضمنها نصائح جليلة وفوائد عزيزة؛ نقدِّمها اليوم ضمن هذه السلسلة، سائلين الله تعالى أن ينفع بها.
تنبيه: تحتوي هذه الوصية على أبيات فيها توسُّلات بالنبي - صلى الله عليه وسلم - على مذهب الإِمام تقيّ الدِّين السبكي في جواز ذلك، تعبدًا بالبيت ٣٥ وما يليه.
ولا يخفى ما كان بينه وبين شيخ الإِسلام ابن تيمية رحمهما الله تعالى من ذلك وتصنيفه كتاب "شفاء السقام".
ومع أننا لا نوافق المصنف رحمه الله تعالى في مذهبه هذا إلَّا أننا آثرنا أن نبقي الأبيات كما هي للأمانة العلمية والمحافظة على نص المؤلف دون تدخُّل، ولأنَّ العبث بكتب التراث خيانة تفقد الثقة بكتب أئمَّتنا وعلمائنا رحمهم الله تعالى، غفر الله للجميع. آمين.
[وصف المخطوطة]
اعتمدتُ في إخراج نَصِّ الوصية على نسخة مخطوطة محفوظة ضمن مجموع في مكتبة جامعة برنستون بأمريكا (مجموعة يهودا)(١).
(١) ذكر هذه الوصية تاج الدين السُّبكي في "طبقات الشافعية الكبرى" ١٠/ ١٧٧ - ١٧٨، وأورد منها تسعة عشر بيتًا فقط على ترتيب مختلف عن نسق المخطوط المعتمد.