سنة سبع، ثم استقرَّ بالقاهرة، ودرَّس بالمدرسة المنصورية وغيرها، وتولَّى مشيخة الميعاد بالجامع الطولوني، ولازم الاشتغال والإِشغال والتصنيف والإِفتاء، وتخرَّج به فضلاء عصره، ولم يزل كذلك إلى العشر الأخير من جمادى الآخرة سنةَ تسع وثلاثين، فتولَّى قضاء الشام عند شغوره بموت الجلال القزويني، فباشر ذلك على ما يليق به، إلَّا أنه كان يعاب عليه حرصه على جمع الوظائف له ولأهله، "وحبّك للشيء يعمي ويُصمّ".
واستمرَّ إلى سنة ست وخمسين، فمرض بالشام، وسأل استقرار ولده مكانه، فاستقرَّ به، وعاد هو إلى الديار المصرية مريضًا، فسكن على شاطئ النيل قريبًا من جزيرة الفيل، ومات هناك، يوم الاثنين رابع جمادى الآخرة من السَّنة المذكورة، ودُفِن بمقابر الصوفية خارج باب النصر.
* * *
[ترجمة ابن الناظم محمد بن علي بن عبد الكافي السبكي]
هو أبو بكر محمَّد أكبر أولاد الشيخ تقيّ الدِّين السبكي، لكنه مات قبل أن يكون له شأن، ولم نقف على شيء من أخباره سوى ما جاء في طبقات الشافعية الكبرى ١٠/ ١٧٧ في ترجمة والده علي من أنَّ محمَدًا هذا كان أكبر أبناء أبيه، وأنَّ أباه خاطبه بقصيدة فيها نصح وإرشاد إلى ما يجب عليه من العناية بالدراسة العلمية (١)، ثم أورد التاج في الطبقات بضعة أبيات من هذه القصيدة.