للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

سنه للرجل تماما. وذلك قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: (صلاة المرأة في بيتها أفضل من صلاتها في حجرتها، وصلاتها في مخدعها، أفضل من صلاتها في بيتها!) (١) وأوضح منه قوله صلى الله عليه وسلم: (لأن تصلي المرأة في بيتها خير لها من أن تصلي في حجرتها، ولأن تصلي في حجرتها خير لها من أن تصلي في الدار، ولأن تصلي في الدار خير لها من أن تصلي في المسجد) (٢)

وعن أم حميد امرأة أبي حميد الساعدي (أنها جاءت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله إني أحب الصلاة معك. قال: "قد علمت أنك تحبين الصلاة معي، وصلاتك في بيتك خير من صلاتك في حجرتك، وصلاتك في حجرتك خير من صلاتك في دارك، وصلاتك في دارك خير من صلاتك في مسجد قومك، وصلاتك في مسجد قومك خير من صلاتك في مسجدي! " قالت: فأَمَرَتْ؛ فَبُنِيَ لها مسجد في أقصى بيت في بيتها، وأظلمه، فكانت تصلي فيه حتى لقيت الله عز وجل) (٣).

كل هذا التخفي في العادات والعبادات؛ إنما هو لحفظ جمالية الحياء. ذلك المقصد الذي يشكل سرا من أسرار الجمال في الأنثى!

وبهذه النصوص والمقاصد؛ يدرك المتبصر مقدار المخالفة الشرعية، في جمالية الحياء والتخفي، بين مثال المرأة المسلمة وبين حالها في واقعها المعاصر! فانظر -رحمك الله- كم هي بذيئة حالة الاستعراض التي تمارسها المرأة اليوم


(١) رواه أبو داود عن ابن مسعود، ورواه الحاكم عن أم سلمة. وصححه الألباني. انظر حديث رقم: ٣٨٣٣ في صحيح الجامع.
(٢) رواه البيهقي في سننه عن عائشة. وحسنه الألباني. انظر حديث رقم: ٥٠٣٩ في صحيح الجامع.
(٣) رواه أحمد والطبراني. وقال الهيثمي في مجمع الزوائد: "ورجال أحمد رجال الصحيح غير عبد الله بن سويد الأنصاري، ووثقه ابن حبان". ولذلك قال ابن حجر في فتح الباري: "وإسناد أحمد حسن".

<<  <   >  >>