هو محمد بن بدر الدين بن بلبان البعليِّ الأصل الدمشقي الصالحي، الفقيه المُحدِّث الحنبلي المذهب المُعَمَّر، أحد الأئمة الزُّهّاد، من كبار أصحاب الشهاب ابن أبي الوفاء الوفائي الحنبلي في الحديث والفقه، ثم زاد عليه في معرفة فقه المذاهب زيادة على مذهبه، وكان يُقرئ في المذاهب الأربعة.
وسمع ببعلبك وبدمشق على الشهاب العيثاوي والشمس الميداني، وأفتى مُدَّة عُمره، وانتهت إليه رئاسة العلم بالصَّالحية بعد وفاة الشيخ علي القبودي.
وكان عالمًا ورعًا عابدًا، قَطَع أوقاته في العبادة والعلم والكتابة والدرس والطلب، حتى مكَّن الله تعالى منزلته من القلوب، وأحبَّه الخاص والعام، وكان دَيِّنًا صالحًا حَسَن الخُلُق والصحبة، متواضعًا حلوَ العبارة، كثير التحري في أمر الدِّين والدُّنيا، منقطعًا إلى الله تعالى.
وكان كثيرًا ما يُورد كلام الحافظ أبي الحَسَنُ عَلي بن أحمد الزيدي -نسبة لزيد بن علي بن الحسين لأنه من ذريته- ويستحسنه
(١) منقولة من كتاب "خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر" للمُحِبِّي ٣/ ٤٠١ - ٤٠٢، وينظر مصادر ترجمته في "معجم المؤلفين" لكحالة ٩/ ١٠٠، و "الأعلام" للزركلي ٦/ ٥١.