للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الفعلين ويتخرج على أن يكون حذف إن الشرطية قبل تنو على مذهب من أجاز ذلك فيكون التقدير أو إن تنو الأجزاء فأضف وحذف فأضف لدلالة الأول عليه. فإن قلت مذهب من أجاز ذلك أن الفعل يرتفع بعد حذف إن كقوله:

- وإنسان عينى يحسر الماء تارة ... فيبدو ... (١١٤)

قلت يجوز أن يكون تنو مرفوعا واكتفى بالكسرة عن الياء كقوله تعالى: وَاللَّيْلِ إِذا يَسْرِ فى قراءة من حذف الياء أو تكون حذفت من تنو لالتقاء الساكنين على مذهب من لا يعتد بحركة الثقل فى أل. وقوله أيا مفعول باخصصن وبالمعرفة متعلق به وموصولة حال من أى مقدم عليها والصفة مبتدأ خبره بالعكس وإن تكن شرطا شرط جوابه فمطلقا إلى آخر البيت ومطلقا حال من أى يعنى مضافة إلى المعرفة أو النكرة ومعنى كمل بها الكلام أى الكلام

الذى هى جزؤه لأنها مع ما أضيفت إليه جزء كلام.

ثم قال:

وألزموا إضافة لدن فجرّ

لدن من الأسماء اللازمة للإضافة لفظا ومعنى ومعناها قيل بمعنى عند وقيل هى لأول غاية من الزمان والمكان وفهم من قوله فجرّ أنها لا تضاف إلا للمفرد وجعل المرادى قوله فجر شاملا للجر فى اللفظ والمحل لتندرج الجملة وجعل من إضافتها إلى الجملة قوله:


(١١٤) عجزه:
فيبدو وتارات يجم فيغرق
والبيت من الطويل، وهو لذى الرمة فى ديوانه ص ٤٦٠، وخزانة الأدب ٢/ ١٩٢، والدرر ٢/ ١٧، والمقاصد النحوية ١/ ٥٧٨، ٤/ ٤٤٩، ولكثير فى المحتسب ١/ ١٥٠، وبلا نسبة فى الأشباه والنظائر ٣/ ١٠٣، ٧/ ٢٥٧، وأوضح المسالك ٣/ ٣٦٢، وتذكرة النحاة ص ٦٦٨، وشرح الأشمونى ١/ ٩٢، ومجالس ثعلب ص ٦١٢، ومغنى اللبيب ٢/ ٥٠١، والمعرب ١/ ٨٣، وهمع الهوامع ١/ ٩٨.
والشاهد فيه قوله: «يحسر الماء» حيث حذف منه «إن»، إذ أصله: «إن يحسر الماء» فلمّا حذف ارتفع الفعل، وإنما قدّروا فيه «إن» محذوفة وأن تقديره: وإنسان عينى إن يحسر الماء تارة فيبدو، لأن قوله: «وإنسان عينى» مبتدأ و «يحسر الماء تارة» جملة في موضع الخبر ولا رابط فيه لهذه الجملة بالمبتدأ، فلمّا عدم الرابط ذهب من ذهب إلى أن أصلها جملة شرطية لأنه لا يشترط فى الشرط إذا وقع خبرا أن يكون الرابط فى جملة الشرط، بل قد يكون فى الجزاء نحو: «زيد إن تقم هند يغضب». وقال أبو حيّان: «ولا ضرورة إلى تكلف إضمار أداة الشرط لأن فى الروابط ما تقع الجملة خالية عن الرابط فيعطف بالفاء وحدها من بين سائر حروف العطف- جملة فيها رابط فيكتفى به لانتظام الجملتين ... » (المقاصد ٤/ ٤٤٩).

<<  <   >  >>