لا فى النكرات إعمالا كإعمال ليس ولات فاعل بتلى وإن معطوف عليه وذا العمل مفعول وذا إشارة إلى عمل ليس والعمل نعت لذا. ثم قال:
وما للات فى سوى حين عمل ... وحذف ذى الرّفع فشا والعكس قل
يعنى أن لات لا تعمل إلا فى الحين وهو اسم الزمان فلا يقال لات زيد قائما بل يقال لات حين خروج ولات وقت قتال، ومنه قوله تعالى: وَلاتَ حِينَ مَناصٍ [ص: ٣] وقوله:
وحذف ذى الرفع فشا والعكس قلّ، يعنى أن حذف المرفوع وهو اسمها فاش أى كثير وعكسه وهو حذف المنصوب وهو خبرها قليل وفهم منه أنه لا يجوز إثباتهما معا فمن حذف اسمها ولات حين مناص ومن حذف
خبرها قوله ولات حين مناص برفع حين، وهى قراءة شاذة وتقدير الخبر لهم وعمل مبتدأ وخبره للات وفى سوى فى موضع الحال على أنه نعت لعمل قدم عليه أو متعلق بعمل.
[أفعال المقاربة]
ككان كاد وعسى لكن ندر ... غير مضارع لهذين خبر
وكونه بدون أن بعد عسى ... نزر وكاد الأمر فيه عكسا
وكعسى حرى ولكن جعلا ... خبرها حتما بأن متّصلا
وألزموا اخلولق أن مثل حرى ... وبعد أوشك انتفا أن نزرا
ومثل كاد فى الأصحّ كربا ... وترك أن مع ذى الشّروع وجبا
أفعال هذا الباب على ثلاثة أقسام: قسم لمقاربة الفعل وقسم لرجائه وقسم للشروع فيه.
وسميت كلها أفعال المقاربة تغليبا فالذى لمقاربة الفعل كاد وكرب وأوشك والذى للرجاء عسى واخلولق وحرى والذى للشروع جعل وأخذ وطفق وعلق وأنشأ وقد أشار إلى القسم الأول والثانى بقوله:(ككان كاد وعسى) يعنى أن كاد وعسى مثل كان فى كونها ترفع الاسم وتنصب الخبر إلا أن خبر كاد وعسى لا يكون فى الغالب إلا فعلا مضارعا وقد نبّه على ذلك بقوله: (لكن ندر * غير مضارع لهذين خبر) ومما جاء فيه الخبر غير مضارع على وجه الندور قوله: