للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ومثال الفصل بالظرف كقولك أعندك تقول عمرا مقيما وبالمجرور: أفى الدار تقول زيدا جالسا ومثال الفصل بأحد المفعولين أزيدا تقول منطلقا ومثله قوله:

- أجهّالا تقول بنى لؤىّ ... لعمر أبيك أم متجاهلينا (٦١)

ويعنى بقوله عمل أحد المفعولين لأنه بمعنى معمول وفى تنكير عمل إشعار بأنه لا يفصل إلا بأحد المفعولين لا بهما لأن التنكير يشعر بالتقليل وقوله: وإن ببعض ذى فصلت يحتمل تصريح بما فهم من الشطر الذى قبله وذى إشارة إلى الثلاثة المتقدمة وهى الظرف والمجرور وأحد المفعولين فإن لم تستوف الشروط بطل العمل وتعينت الحكاية وإن استوفيت الشروط جاز النصب والحكاية، وقوله: (وأجرى القول كظن مطلقا)، البيت يعنى أن بنى سليم ينصبون بالقول مطلقا أى بلا شرط، يريد على جهة الجواز لأن الرفع على الحكاية عندهم جائز فتقول على الأول قلت عمرا منطلقا وقل ذا مشفقا. ومنه قول بعضهم:

- قالت وكنت رجلا فطينا ... هذا لعمر الله إسرائينا (٦٢)

والقول مرفوع بأجرى ومطلقا حال من القول وعند سليم متعلق بأجرى وقل فعل أمر وذا مفعول أول ومشفقا مفعول ثان.

[أعلم وأرى]

إذا دخلت همزة التعدية على فعل غير متعد تعدى إلى واحد نحو أدخل زيدا وإن دخلت على متعد إلى واحد تعدى بها إلى اثنين نحو ألبست زيدا ثوبا وإن دخلت على متعد إلى اثنين تعدى بها إلا ثلاثة وذلك فى فعلين خاصة وهما علم ورأى وإليهما أشار بقوله:


(٦١) البيت من الوافر، وهو للكميت بن زيد فى خزانة الأدب ٩/ ١٨٣، ١٨٤، والدرر ٢/ ٢٧٦، وشرح أبيات سيبويه ١/ ١٣٢، وشرح التصريح ١/ ٢٦٣، وشرح المفصل ٧/ ٧٨، ٧٩، والكتاب ١/ ١٢٣، والمقاصد النحوية ٢/ ٤٢٩، وليس فى ديوانه، وبلا نسبة فى أمالى المرتضى ١/ ٣٦٣،
وأوضح المسالك ٢/ ٧٨، وتخليص الشواهد ص ٤٥٧، وخزانة الأدب ٢/ ٤٣٩، وشرح الأشمونى ١/ ١٦٤، وشرح شذور الذهب ص ٤٩٠، وشرح ابن عقيل ص ٢٢٨، والمقتضب ٢/ ٣٤٩، وهمع الهوامع ١/ ١٥٧.
والشاهد فيه قوله: «أجهالا تقول بنى لؤى» حيث أعمل «تقول» عمل «تظن» فنصب به مفعولين، أحدهما قوله:
«جهّالا» والثانى قوله: «بنى لؤى» مع أنّه فصل بين أداة الاستفهام والفعل بفاصل- وهو قوله: «جهالا» - وذلك لأن هذا الفصل لا يمنع الإعمال، لأنّ الفاصل معمول للفعل، فهو مفعوله الثانى.
(٦٢) الرجز لأعرابى فى المقاصد النحوية ٢/ ٤٢٥، وبلا نسبة فى تخليص الشواهد ص ٤٥٦، والدرر ٢/ ٢٧٢، وسمط اللآلى ص ٦٨١، وشرح الأشمونى ١/ ١٥٦، وشرح التصريح ١/ ٢٦٤، وشرح ابن عقيل ص ٢٢٩، ولسان العرب ١٣/ ٣٢٣ (فطن) ٤٥٩، ٤٦٠، (يمن)، والمعانى الكبير ص ٦٤٦، وهمع الهوامع ١/ ١٥٧.
والشاهد فيه مجئ الفعل «قال» بمعنى «ظن»، فنصب مفعولين هما «هذا» و «إسرائينا» ويريد إسرائيلا فقلب اللام نونا وقيل يجوز فى «إسرائيل» «إسرال» و «إسرائين».

<<  <   >  >>