للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ومعنى الماضى الواقع شرطا أو جوابا الاستقبال فهو ماض لفظا مستقبل معنى ولذلك تقول إن قام زيد غدا قمت بعد غد. وماضيين مفعول ثان بتلفيهما أى تجدهما وأو مضارعين وأو متخالفين معطوفان على ماضيين فأما الماضى الواقع شرطا أو جزاء فهو فى موضع جزم لأنه مبنى لا يظهر فيه إعراب. وأما جزم المضارع فلا إشكال فيه شرطا كان أو جزاء فى الأوجه الأربعة ويجوز رفع المضارع إذا كان جزاء، وإلى ذلك أشار بقوله:

وبعد ماض رفعك الجزا حسن ... ورفعه بعد مضارع وهن

يعنى أن الشرط إذا كان ماضيا جاز رفع الجواب كقول زهير:

- وإن أتاه خليل يوم مسئلة ... يقول لا غائب مالى ولا حرم (١٩٤)

وفهم من قوله حسن أنه كثير ولا يفهم منه أنه أحسن من الجزم بل الجزم أحسن لأنه على الأصل وقوله ورفعه بعد مضارع وهن، أى ضعف كقوله:

- يا أقرع بن حابس يا أقرع ... إنّك إن يصرع أخوك تصرع (١٩٥)

وإنما حسن الرفع بعد الماضى لعدم تأثير أداة الشرط فى فعل الشرط وضعف بعد المضارع لتأثير العامل فى فعل الشرط. ورفعك مبتدأ وهو مصدر مضاف إلى الفاعل والجزاء مفعول برفع وحسن خبر المبتدأ وبعد متعلق بحسن ولا يجوز أن يتعلق برفع لأنه مصدر مقدر


(١٩٤) البيت من البسيط، وهو لزهير بن أبى سلمى فى ديوانه ص ١٥٣، والإنصاف ٢/ ٦٢٥، وجمهرة اللغة ص ١٠٨، وخزانة الأدب ٩/ ٤٨، ٧٠، والدرر ٥/ ٨٢، ورصف المبانى ص ١٠٤، وشرح أبيات سيبويه ٢/ ٨٥، وشرح التصريح ٢/ ٢٤٩، وشرح شواهد المغنى ٢/ ٨٣٨، والكتاب ٣/ ٦٦، ولسان العرب ١١/ ٢١٥ (خلل)، ١٢/ ١٢٨ (حرم)، والمحتسب ٢/ ٦٥، مغنى اللبيب ٢/ ٤٢٢، والمقاصد النحوية ٤/ ٤٢٩، والمقتضب ٢/ ٧٠، وبلا نسبة فى أوضح المسالك ٤/ ٢٠٧، وجواهر الأدب ص ٢٠٣، وشرح الأشمونى ٣/ ٥٨٥، وشرح شذور الذهب ص ٤٥١، وشرح ابن عقيل ص ٥٨٦، وشرح عمدة الحافظ ص ٣٥٣، وشرح المفصل ٨/ ١٥٧، وهمع الهوامع ٢/ ٦٠.
والشاهد فيه رفع «يقول» على نية التقديم، والتقدير: يقول إن أتاه خليل. وجاز هذا لأن «إن» غير عاملة فى اللفظ والمبرد يقدّره على حذف الفاء.
(١٩٥) الرجز لجرير بن عبد الله البجلى فى شرح أبيات سيبويه ٢/ ١٢١، والكتاب ٣/ ٦٧، ولسان العرب ١١/ ٤٦ (بجل)، وله أو لعمرو بن خثارم العجلى فى خزانة الأدب ٨/ ٢٠، ٢٣، ٢٨، وشرح شواهد المغنى ٢/ ٨٩٧، والمقاصد النحوية ٤/ ٤٣٠، ولعمرو بن خثارم البجلى فى الدرر
١/ ٢٢٧، وبلا نسبة فى جواهر الأدب ص ٢٠٢، والإنصاف ٢/ ٦٢٣، ورصف المبانى ص ١٠٤، وشرح الأشمونى ٣/ ٥٨٦، وشرح التصريح ٢/ ٢٤٩، وشرح ابن عقيل ص ٥٨٧، وشرح عمدة الحافظ ص ٣٥٤، وشرح المفصل ٨/ ١٥٨، ومغنى اللبيب ٢/ ٥٥٣، والمقتضب ٢/ ٧٢، وهمع الهوامع ٢/ ٧٢.
والشاهد فيه قوله: «إنك إن يصرع أخوك، تصرع» حيث ألغى الشرط المتوسط بين المبتدأ والخبر ضرورة، فإن جملة «تصرع» خبر «إنّ» والجملة دليل جزاء الشرط، وجملة الشرط معترضة بين المبتدأ والخبر.

<<  <   >  >>