للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يعنى أن المضارع إذا وقع بعد الفاء أو الواو بين شرط وجزاء جاز جزمه بالعطف على فعل الشرط ونصبه بإضمار أن، وإنما لم يجز فيه الرفع كما جاز فى المتأخر لأن الرفع على الاستئناف ولا يمكن فى الواقع بين الشرط والجزاء. وجزم مبتدأ وأو نصب معطوف عليه وسوغ الابتداء بالنكرة التفصيل ولفعل متعلق بنصب وهو مطلوب أيضا لجزم فهو من باب التنازع وإثر ظرف فى موضع النعت لفعل وأو واو معطوف على فا وإن شرط وفعل الشرط اكتنفا وبالجملتين متعلق باكتنفا واكتنف مبنى للمفعول والضمير المستتر فيه عائد على فعل فإن الجملتين اكتنفتاه وجواب الشرط محذوف لدلالة ما تقدم عليه. ثم قال:

والشرط يغنى عن جواب قد علم ... والعكس قد يأتى إن المعنى فهم

يعنى أنه إذا علم الجواب أغنى عن ذكره الشرط نحو أنت ظالم إن فعلت فجواب إن محذوف لدلالة ما تقدم عليه وكذلك إذا علم الشرط أغنى عنه الجواب كقوله:

- فطلّقها فلست لها بكفء ... وإلا يعل مفرقك الحسام (١٩٧)

أى وإلا تطلقها فحذف فعل الشرط للعلم به، وفهم من قوله: علم أنه إن لم يعلم واحد منهما لم يجز الحذف، وفهم من قوله: قد يأتى أن حذف الشرط أقل من حذف الجواب.

والشرط مبتدأ وخبره يغنى وعن جواب متعلق بيغنى وقد علم فى موضع النعت لجواب والعكس مبتدأ وقد يأتى خبره وإن شرطية. والمعنى مفعول لم يسم فاعله بمضمر يفسره فهم وجواب الشرط محذوف لدلالة ما تقدم عليه. ثم قال:

واحذف لدى اجتماع شرط وقسم ... جواب ما أخّرت فهو ملتزم

يعنى إذا اجتمع الشرط والقسم حذفت جواب الآخر منهما واستغنيت بجواب المتقدم فتقول إذا قدمت الشرط وأخرت القسم إن يقم زيد والله أكرمه، وإذا قدمت القسم قلت والله إن قام زيد لأكرمنه، هذا الذى ذكره إذا لم يتقدم عليهما أعنى الشرط. والقسم ما يحتاج إلى


(١٩٧) البيت من الوافر، وهو للأحوص فى ديوانه ص ١٩٠، والأغانى ١٥/ ٢٣٤، والدرر ٥/ ٨٧، وخزانة الأدب ٢/ ١٥١، وشرح التصريح ٢/ ٢٥٢،
وشرح شواهد المغنى ٢/ ٧٦٧، ٩٣٦، والمقاصد النحوية ٤/ ٤٣٥، وبلا نسبة فى الإنصاف ١/ ٧٢، وأوضح المسالك ٤/ ٢١٥، ورصف المبانى ص ١٠٦، وشرح الأشمونى ٣/ ٥٩١، وشرح شذور الذهب ص ٤٤٥، وشرح ابن عقيل ص ٥٩٠، وشرح عمدة الحافظ ص ٣٦٩، ولسان العرب ١٥/ ٤٦٩ (إما لا)، ومغنى اللبيب ٢/ ٦٤٧، والمقرب ١/ ٢٧٦، وهمع الهوامع ٢/ ٦٢.
والشاهد فيه قوله: «وإلا يعل» حيث حذف فعل الشرط لدلالة ما قبله عليه والتقدير: وإلّا تطلقها يعل مفرقك الحسام.

<<  <   >  >>