قال البرزالي عنه في "معجمه": رَجُلٌ صالحٌ عارفٌ، صاحب نُسُكٍ وعبادةٍ، وانقطاع وعزوفٍ عن الدُّنيا، وله كلام متين في التَّصوف الصحيح. وهو داعية إلى طريق الله تعالى، وقلمه أبسط من عبارته. واختصر السيرة النبوية.
وكان يتقوت من النسخ، ولا يكتب إلَّا مقدار ما يدفع به الضرورة. وكان مُحبًّا لأهل الحديث، مُعظمًا لهم. وأوقاته محفوظة.
وقال الذهبي: كان سيدًا عارفًا كبير الشأن، منقطعًا إلى الله تعالى، وكان ينسخُ بالأُجرة ويتقوت، ولا يكاد يقبل من أحد شيئًا إلَّا في النادر.
صَنَّفَ أجزاء عديد في السلوك والسير إلى الله تعالى، وفي الرد على الاتحادية والمبتدعة. وكان داعية إلى السُّنة، ومذهبه مذهب السلف الصالح في الصفات، يُمِرُّها كما جاءت. وقد انتفع به جماعة صحبوه، ولا أعلم خلف بدمشق في طريقته مثله.
قلت: ومن تصانيفه "شرح منازل السائرين" ولم يتمه، وله نظم حسن في السلوك.
كتب عنه الذهبي والبِرْزَالي، وسَمِعَ منه جماعة من شيوخنا وغيرهم، وكان له مشاركة جيدة في العلوم، وعبارة حسنة قوية، وفهم جيد، وخط حسن في غاية الحسن. وكان معمور الأوقات