وُلِد بدمياط سنة ١١٦٠ هـ (١٧٤٧ م) لأبٍ تاجر، ولمّا نشأ أخذ بطلب العلم، فحفظ القرآن الكريم صغيرًا على الشيخ قاسم بن داود، ثمَّ لمَّا بلغ اثنتي عشرة سنة حفظ ألفية ابن مالك، وحضر شرحها لابن عقيل على الشيخ عبد الحيّ بن فتح الله. وعند الثالثة عشرة تعلق بنظم الشعر، فصار يشبب ويتغزَّل، فاعترض عليه في دعوى الصبابة بعض الأُدباء، فأنشد:
لقد أنكر اللاحيَ شُجوني وصَبوَتي ... لكوني صغيرًا قلتُ لا تُنكروا الفضلا
ثم حضر قراءة المنهج وتفسير البيضاوي على الشيخ محمَّد الدنهيجي، وجمع الجوامع على الشيخ عبد السلام أبي النصر، وتجريد الخطيب وابن قاسم مرارًا على الشيخ عبد الحي، وقرأ عليه أيضًا مختصر
السعد والسُّلَّم للأخضري وغيره، وحضر على الشيخ مصطفى المحلي -الشهير بالسَّقَّا- شرح الهدهدي وشرح اللقَّاني على الجوهرة، والاستعارات لعصام، وحضر على الشيخ أحمد البستاني في العَرُوض والفرائض والأشموني على الألفية.
ومن شيوخه المصريين: الشيخ أحمد الجوهري المتوفى سنة ١٢١٤ هـ، ومن شيوخه بل من أعظمهم مكانة في نفسه وتأثيرًا على سلوكه وثقافته السيد محمَّد مرتضى الزبيدي "شارح القاموس" المتوفى بمصر سنة ١٢٠٥ هـ، فقد أخذ عنه علم الحديث بمصر.