[وفاته ورثاء تلميذه له]
تُوُفِّي الشيخ البربير رحمه الله تعالى بالصالحية بدمشق ليلة الخميس الثامن عشر من ذي الحجة ختام سنة ١٢٢٦ هـ، ودفن بسفح جبل قاسيون في مدافن بني الزكي.
وقد رثاه تلميذه، مفتي بيروت، الشيخ عبد اللطيف فتح الله حيث قال (١):
ما للحمائمِ لا تكادُ تطيرُ؟ ... ما للأراضي بالأنامِ تَمورُ؟
ما للجبالِ الشامخاتِ تَدَكْدَكَتْ، ... وأبو قُبَيسٍ قد هوَى وثبيرُ
ما للنفوسِ تكادُ تُزهَقُ لَوعةً، ... ولها شهيقٌ قد علا وزفيرُ
ما للعيونِ دموعُها مصبوبةٌ ... مثلُ الدماءِ على الخدودِ تسيرُ
فكأنها، حُمرًا وسُودًا، أحرفٌ ... لكنها فوقَ الخدود سطورُ
ما بالُ قلبي قد تلهَّب حُرقةً ... من أينَ فيه جهنَّمٌ وسعيرُ
ما للنجومِ غربْنَ وهي طَوالِعٌ ... جُنحَ الدجى، وخَسَفْنَ وهي بدورُ
ما للشموسِ لبسنَ في رأَدِ الضحى ... ثوبَ الكسوفِ وما لهنَّ ظهورُ
ما للجنانِ تزخرفَتْ ثم اغتدَى ... منها يلوحُ منازِلٌ وقصورُ
وتزيَّنت وِلدانها وتقلَّدتْ ... عِقْدَ الجواهرِ في النحور الحورُ
فعجبتُ من هذا وقلنا حادث ... في الكون بانَ وإنه لكبيرُ
فأُجِبْتُ: لا تذهل، وقيل لِيَ: انتبهْ ... فاليومَ ماتَ العالمُ النحريرُ
شيخُ الجَهَابذِ والأفاضِل مفردًا ... نجمُ العلومِ الجِهبذُ المشهورُ
(١) "ديوان عبد اللطيف فتح الله" (١/ ٣٧٥، ٣٧٦).