للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

الحمدُ لله الذي تعرَّف للمسيء بالِإحسان بعد ما تنكَّر، وأحاط علمه بكل معلوم فاستوى عنده الظاهر والمُضمر؛ والصلاة والسلام على مَن أرشدنا لِإصلاح المعاش والمعاد، وكان بالمؤمنين رحيمًا أرحمَ بهم من الوالدَيْن بالأولاد، وعلى آله وأصحابه الذين قابلوا شريف أمره بالامتثال، فأفضى بهم ذلك إلى قضاء (١) حقيقة الهدى من مجاز الضلال.

أما بعد، فقد تأمَّلْتُ في حديث: "أحبب حبيبك هونًا ما .. " فوجدته من جوامع الكلم التي قد انتهت معاني بيانها البديع بالِإيجاز إلى حدِّ الِإعجاز، حتى لو سمعه قُسُّ بن ساعدة (٢) أو سَحبان بن وائل (٣)، لأصبح


(١) هكذا في الأصل، ولعل الصواب: فضاء.
(٢) قس بن ساعدة بن عمرو، من بني إياد، أحد حكماء العرب ومن كبار خطبائهم في الجاهلية، يضرب به المثل يقال: أبلغ من قس. كان أسقف نجران، ويقال: إنه أول عربي خطب متوكئًا على سيف أو عصا. طالت حياته فكان من المعمِّرين، أدركه النبي - صلى الله عليه وسلم - قبل النبوة ورآه في عكاظ، توفي نحو ٢٣ ق. هـ.
الأعلام ٥/ ١٩٦، مجمع الأمثال ١/ ٩٩.
(٣) سَحبان بن زفر بن إياس الوائلي، من باهلة، خطيب يضرب به المثل في البيان.
يقال: أخطب من سحبان وائل، وأفصح من سحبان. اشتهر في الجاهلية وعاش زمنًا في الإِسلام. كان إذا خطب لم يُعد حرفًا ولم يتلعثم ولم يتوقف ولم يتفكر =

<<  <   >  >>