الباب الثاني في الأسباب التي تقتضي امتداد أطماع الكفرة اللئام في نيل شيء من بلاد الإِسلام
اعلم أنَّ مَنْ خرج من حصن الشريعة المطهَّرة يُخشى عليه أن تختطفه الأعداء، ومن لم يَحمِ نفسه من الوقوع في المعاصي والمخالفات يستولي عليه الداء، فبسبب وقوعكم في المعاصي وفرقتكم، تجاسر العدوّ على هتك حرمتكم، فبادروا رحمكم الله لنصرة دينكم؛ لأنَّ ما أصابكم إنما هو من ضَعف إيمانكم وقلَّة يقينكم، واستهزائكم بأمور الدِّين، ومخالفتكم لسيِّد المرسلين، ومجاهرتكم بالفواحش لرب العالمين، واشتغالكم بجمع الحُطام، ولم تبالوا بجمعه من حلال أو حرام.
أطعتم الشيطان وعصيتم الرحمن، وأعطيتم النفوس مرادها ومشتهاها، وبَلَّغْتموها من المعصية غاية مناهاة تعدَّيتم حدود الشريعة إلى الأمور الشنيعة، كأنكم لم يُنَزَّلْ عليكم كتاب، ولا أمركم ونهاكم ربُّ الأرباب.
رُوي عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنَّه قال: "إن لم تأمروا بالمعروف وتنهوا عن المنكرة ليصرفنَّ الله قلوب بعضكم إلى بعض، ويلعنكم كما لعن بني