الحمد لله والصلاة والسلام على سيّدنا رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد:
فقد كنت في زيارة لبريطانيا صحبة الوالدة الكريمة حفظها الله تعالى لمراجعة بعض الأطباء، وكعادتي قصدت المكتبة البريطانية في لندن للاطِّلاع على نفائسها، فكان من جملة ما اطلعت عليه هذه القصيدة الجليلة. ثم بعد أيام قمت بزيارة مكتبة جامعة أكسفورد للاطلاع على بعض مخطوطاتها فوجدت النسخة الثانية المسندة لهذه القصيدة، فكأنها تنادي علي: أخرجني أخرجني!!
ولم يسبق لي قبل ذلك الاطِّلاع عليها لقلة بضاعتي وقصوري، مع أنه تبيَّن لي بعد ذلك أنه قد سبق طبعها مرارًا مشرقًا ومغربًا كما في مقدمة أخي الشيخ العجمي حفظه الله في ترجمة صاحب القصيدة وتوثيقها وتخميسها، ولكن يبقى لنا فضل نشرها للمرة الأولى منسوبة إلى مؤلفها الأصلي رحمه الله، اعتمادًا على هاتين النسختين المخطوطتين اللتين لم يسبق اطِّلاع أحد ممَّن سبق إلى نشرها عليهما، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم.