الحمدُ لله الذي جعل لعباده مِنْ دهرِهِ نَفَحَاتٍ لِيَتَعَرَّضُوا فِيها إلى فُيُوض رَحْمَتِهِ، وجَعَلَ العشرَ الأواخرَ من رمضانَ مِنْ أَجَل هذه المواسمِ قَدْرًا، وأَعْظَمِها مَظِنَّةً لِمَغْفِرَتِهِ، علا ربُّنا فكانَ فوقَ سماواتِه عاليًا، ثُمَّ على عَرْشِه اسْتوى، يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفى، ويَسْمَعُ الكلامَ والنَّجوى، لا تَخْفى عليه خافيةٌ في الأرضِ ولا في السَّماءِ، ولا في لُججِ البِحارِ ولا في الهواء.
وأشهدُ أَنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ إلهًا واحدًا، فَرْدًا صَمَدًا، قاهرًا قادرًا، رؤوفًا رحيمًا، لم يتَّخِذْ صاحبةً ولا ولدًا، ولا شريكًا له في مُلْكه، امتنَّ على المُؤْمنين بفضله، فَبَذَلَ لَهُمُ الإحسانَ، وزَيَّن في قلوبهمُ الأيمان، وكرَّه إليهمُ الكفرَ والفسوقَ والعصيان.
وأشهدُ أنَّ نبيَّنا وسَيّدَنا محمَّدًا عبدُهُ ورسولُهُ، وصَفِيُّهُ مِن خَلْقِهِ، وحبيبهُ وخليلُه، الرَّحمةُ المهداةُ، والنعمةُ المُسْداةُ، السِّراجُ المنيرُ، والبشيرُ النَّذيرُ، صلَّى اللهُ تعالى عليه وعلى آلِهِ وأَزْواجِه وذُرِّيَّتِهِ، وأَنْصَارِهِ وَأَتْبَاعِهِ