(٢) إسناده ضعيف، والمتن صحيح. يزيد بن أبان الرقاشي وإن كان من الزهاد إلا أنه ضعيف الحديث، وعتبة بن أبي حكيم مختلف فيه، وهو إلى الضعف أقرب لا سيما إذا كان الراوي عنه بقية بن الوليد كما ذكر ابن حبان فقال في ترجمته من الثقات (٧/ ٢٧١): «يعتبر حديثه من غير رواية بقية بن الوليد عنه». ثم الراوي عنه بقية بن الوليد وهو من أشهر الذين وصفوا بالتدليس، بل وبتدليس التسوية القبيح الذي ذمه جميع العلماء، ولم يصرح هنا بالسماع في أي طبقة. ... = = قلت: لكن قد تابع الأعمشُ عتبةَ بن أبي حكيم، فأخرج ابن ماجه (٣٨٣٤)، من طريق عبد الله بن نمير، والآجري في الشريعة (٧٧٧)، من طريق إبراهيم بن عيينة، والطبراني في الدعاء (١٢٦١)، من طريق سليمان التيمي، ثلاثتهم، عن الأعمش، عن يزيد الرقاشي، عن أنس بنحوه. قلت: قتبقى لنا علة ضعف يزيد الرقاشي. وقد توبع، تابعه كل من: أبو سفيان طلحة بن نافع القرشي؛ فأخرج الترمذي (٢١٤٠) وحسنه، وأحمد (١٢١٠٧)، وأبو يعلى (٣٦٨٧)، وغيرهم، من طريق أبي معاوية الضرير محمد بن خازم.
وأخرج البخاري في الأدب المفرد (٦٨٣)، من طريق أبي الأحوص، وأحمد (١٣٦٩٦)، من طريق عبد الواحد بن زياد، والآجري في الشريعة (٧٧٦)، من طريق فضيل بن عياض، أربعتهم (الضرير، وأبو الأحوص، وعبد الواحد بن زياد، وفضيل بن عياض)، عن الأعمش، عن أبي سفيان طلحة بن نافع، عن أنس، بنحوه. وإسناده ثقات غير طلحة بن نافع فهو كما قال الحافظ: صدوق. ثابت بن أسلم البناني؛ فأخرج الطبراني في الكبير (٧٥٩)، من طريق الأعمش أيضًا، عن ثابت بن أسلم، عن أنس، بنحوه. وإسناد الطبراني ضعيف. قال الترمذي: «وفي الباب عن النواس بن سمعان، وأم سلمة، وعبد الله بن عمرو، وعائشة، وأبي ذر وهذا حديث حسن وهكذا روى غير واحد، عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن أنس، وروى بعضهم عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وحديث أبي سفيان عن أنس أصح».