للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

خَمْسٍ مِنَ الإِبِلِ شَاةٌ ... وسَاق نعيم الحَدِيثَ بِطُولِهِ (١).

فَهَذَا رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -، وَالخُلَفَاءُ الرَّاشِدُونَ بَعْدَهُ: أَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ، وَعُثْمَانُ، وَعَلِيٌّ - رضي الله عنهم -، قَدْ صَحَّ أَنَّهُ كُتِبَت الأَحَادِيثُ وَالآثَارُ فِي عَصْرِهِمْ وَزَمَانِهِمْ، قَدْ أَسْنَدْنَا لَكَ أَيُّهَا المُعَارِضُ إِلَيْهِمْ، فَمِنْ أَيْنَ صَحَّ عِنْدَكَ مَا ادَّعَيْتَ: أَنَّهَا لَمْ تُكْتَبْ فِي زَمَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - وَالخُلَفَاءِ بَعْدَهُ، حَتَّى قُتِلَ عُثْمَانُ؛ فَكَثُرَتِ الأَحَادِيثُ بَعْدَهُ وَكَثُرَ الطَّعْنُ عَلَى رُوَاتِهَا، وَمَنْ طَعَنَ عَلَى الثِّقَاتِ مِنْ رُوَاةِ الأَحَادِيثِ عِنْدَ مَقْتَلِ عُثْمَان؟!

وَأَمَّا أَهْلُ الظِّنَّة، وَالغَفْلَةِ فِيهَا فَلَمْ يَزَالُوا مَطْعُونين عَلَيْهِمْ، لَيْسَ مِنْهُمْ أَبُو هُرَيْرَةَ، وَعَبْدُ الله بْنُ عَمْرٍو، وَمُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ، وَنُظَرَائُهُمْ مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ - صلى الله عليه وسلم -، وَرَضِيَ عَنْهُمْ أَجْمَعِينَ أَنَّهُمْ المَطْعُونُونَ عَلَيْهِم فِيهَا.

حَتَّى ادَّعَيْتَ فِي ذَلِكَ كَذِبًا عَلَى عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ أَنَّهُ قَالَ: «أَكْذَبُ


(١) إسناده صحيح، أخرجه عبد الرزاق (٦٧٩٣)، ومن طريقه ابن خزيمة (٢٢٦٩)، عن معمر، به. وأخرجه ابن زنجويه في الأموال (١٣٩٥)، عن سفيان بن عبد الملك، وعلي بن الحسن، كلاهما عن ابن المبارك، به.

وأخرجه مالك في الموطأ في كتاب العقول، باب ذكر العقول (١)، عن عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، عن أبيه. ولم يذكر جده.
قال ابن عبد البر في التمهيد (١٧/ ٣٣٨): «لا خلاف عن مالك في إرسال هذا الحديث بهذا الإسناد وقد روي مسندا من وجه صالح وهو كتاب مشهور عند أهل السير معروف ما فيه عند أهل العلم معرفة تستغني بشهرتهاعن الإسناد لأنه أشبه التواتر في مجيئه لتلقي الناس له بالقبول والمعرفة وقد روى معمر هذا الحديث عن عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم عن أبيه عن جده وذكر ما ذكره مالك سواء في الديات وزاد في إسناده عن جده وروي هذا الحديث أيضا عن الزهري عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم عن أبيه عن جده بكماله وكتاب عمرو بن حزم معروف عند العلماء وما فيه فمتفق عليه إلا قليلا وبالله التوفيق».

<<  <   >  >>