للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

بْنِ المُخَارِقِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ عَبْدُ الله بْنُ مَسْعُودٍ: «إِنَّ العَبْدَ إِذَا قَالَ: الحَمْدُ للهِ، وَسُبْحَانَ اللهِ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَاللهُ أَكْبَرُ، وَتَبَارَكَ اللهُ، حطَّ عَلَيْهِنَّ مَلَكٌ فَضَمَّهُنَّ تَحْتَ جَنَاحِهِ فَصَعَدَ بِهِنَّ، لَا يمرُّ عَلَى قَوْمٍ مِنَ المَلَائِكَةِ إِلَّا اسْتَغْفرُوا لِقَائِلِهِنَّ حَتَّى يُحَيَّا بِهِنَّ وَجْهُ الرَّحْمَنِ، وَقَرَأَ: {إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ} [فاطر: ١٠] (١).

أَفَيَجُوزُ لَكَ أَنْ تَتَأَوَّلَ هَذَا المَلَك يَصْعَدُ بِهنَّ حَتَّى يُحَيا وَجْهُ القِبْلَةِ فِي السَّمَاءِ وَالقِبْلَةِ فِي الأَرْضِ؟ قَدْ عَلِمْتَ أَيُّهَا المُعَارِضُ وَعَلِمَ كُلُّ ذِي فَهْمٍ أَنَّ هَذِهِ تَفَاسِيرُ مَقْلُوبَةٌ، وَمَغَالِيطُ لَا يَسْتَقِيمُ شَيْءٌ مِنْهَا فِي القِيَاسِ، فَكَيْفَ فِي الأَثَرِ؟ وَلَا يهدي شَيْء مِنْهَا إلى هُدًى، وَلَا يُرْشِدُ إِلَى تُقًى.

وَمِنْ ذَلِكَ:

(١٧٥) مَا حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، عَنْ وَكِيعٍ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، عَن مُسْلِم بنِ يَزِيدَ، عَنْ حُذَيْفَةَ - رضي الله عنه -:


(١) صحيح، أخرجه الطبراني (٩١٤٤)، من طريق أبي نعيم الفضل بن دكين، والحاكم (٢/ ٤٦١)، وصححه، من طريق إسحاق بن سليمان، كلاهما عن المسعودي، به.
وهذ ... اإسناد صحيح، والمسعودي هو عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة بن عبد الله بن مسعود، وكان قد اختلط قبل موته بسنتين، ولا يضرنا اختلاطه هاهنا لأن الراوي عنه عبد الله بن رجاء وأبو نعيم والأول بصري والثاني كوفي وقد قال الإمام أحمد: «إنما اختلط المسعودي ببغداد، ومن سمع منه بالكوفة والبصرة فسماعه جيد».
وشيخه عبد الله بن مخارق: وثقه ابن حبان، وقال ابن معين: مشهور. وذكره ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ولم يذكر فيه شيئًا.
قلت: وللأثر طريق آخر عن ابن مسعود فقد أخرجه أبو نعيم في الحلية (٤/ ٢٦٨)، قال: حدثنا إبراهيم بن عبد الله، قال: ثنا محمد بن إسحاق، قال: ثنا قتيبة بن سعيد، قال: ثنا الليث بن سعد، عن ابن عجلان، عن عون بن عبد الله بن عتبة، عن أبيه، عن ابن مسعود، به.
قلت: وإسناده صحيح.

<<  <   >  >>