الحق في كل المطلوب لمن فيه الأهلية لذلك، والتمكن منه، والقدرة عليه، وقد قال تعالى:{وما يعقلها إلا العالمون}[العنكبوت: ٤٣] ولهذا لم يكن للنفس (الناطقة) شيء (تتحلى) به وتكمل أزين من العلم بالله والفهم عن الله، ومطالعة حكم الله في آفاق العالم الأكبر والأصغر كما قال تعالى:{سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم} الآية [فصلت: ٥٣]، على ما فيها من تأويل مختلف بني العلماء شرحناه في موضعه، ومن عجز عن النظر، ولم يتأهل لذلك قلد من غلب على علمه وفضله. قال الله تعالى:{فسئلوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون}[النحل: ٤٣].
قوله:"والدعاء والذكر (والاستغفار) وقراءة القرآن من أفضل أعمال البر" وقد قال -صلى الله عليه وسلم-: (الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة والذي يقرأ القرآن ويتتعتع فيه، هو عليه شاق فله أجران).
قوله:"والمساجد الثلاثة": منصوص على فضلها وتشريفها، وفضل الصلاة فيها، والبركة في الحرمين مرغب فيها من النبيين الكريمين إبراهيم لمكة، ونبينا -صلى الله عليه وسلم- للمدينة، والذي استقر من مذهب مالك وعلماء المدينة أن مدينة النبي -صلى الله عليه وسلم- للمدينة، والذي استقر من مذهب مالك وعلماء المدينة أن مدينة النبي -صلى الله عليه وسلم- أفضل من مكة وا لصلاة في مسجدها أفضل عنده من الصلاة في المسجد الحرام، وقال -صلى الله عليه وسلم-: (صلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف