للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

هناك كهذا القدح المُسْتَعَار بين هذه القداح، ولا يجوز أنْ يكون أراد المنيح الذي لا حظَّ له؛ لأنَّه قدح ثابت يُكَسَّر ويُعاد في كلّ رِبابة يُضرَب بها (١) لتُكَثَّر به وبصاحبَيْه.

وقد ذكرتُ هذا في كتاب: (٢) "الميسر" بأكثر من هذا الشرح. ولم يحتمل هذا الكتاب أنْ يتجاوز فيه مقدارُ ما ذكرنا، فإذا آثرت أنْ تعرف أمر المَيْسِر وكيْفِيَّتَه، ويصح لك ما ذكرته في هذا الحديث أكثر من هذا الوضوح، نظرت في ذلك الكتاب إنْ شاء الله.

* * *

٣٨ - وقال في حديث عليّ -رضي الله عنه-، إنَّه قال: (٣) "مَنْ أَحَبَّنَا أهلَ البَيْت، فليُعِد جِلْبَابًا وتِجْفَافاً (٤) "، قال أبو عبيد: تأوَّله بعضُ الناس على أنَّه من أحبَّنا افْتَقَر في الدنيا.

وليس لهذا وجْهٌ. لأنَّا نرى من يُحبّهم فيهم مالي سائر الناس من الغِنى والفَقْر.

قال أبو عبيد: ولكنَّه عندي [إنها أراد (٥)] فَقْر يوم القيامة وإنَّما هذا على وَجْه التّغليظ والنَّصيحة له. كقولك: من أحبُّ أنْ يصحبني ويكون معي، فعليه بتقوى الله واجتناب معاصيه. فإنَّه لا يكون لي صاحباً إلَّا من كانت هذه حاله. هذا كلّه قول أبي عبيد.


(١) في الأصل: ليكثر به.
(٢) ينظر: الميسر والقداح: ٥٧، ٥٩، ٧٦، وغيرها؛ وغريب الحديث له أيضًا
١/ ٦٢٢ - ٦٢٣، والمعاني الكبير: ١١٥٤، وبلوغ الارب للألوسي ٣/ ٥٣.
(٣) غريب الحديث ٣/ ٤٦٦، وينظر: الفائق ١/ ٢٢٩، وفيه: "جلباباً، أو قال:
تجفافًا". وأمالي المرتضى ١/ ١٧، وفيه نقل قول المؤلف.
(٤) في غريب الحديث: وتجفافًا.
(٥) ما بين القوسين سقط من الأصل، وفي ظ: (أراد) فقط.

<<  <   >  >>