للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

فطارَ لمَّا أبْصَر الصَّواقِعَا

* * *

٢٦ - وقال أبو عبيد (١) في حديث النَّبي - صلَّى الله عليه وسلَّم -: "اللَّهم إنَّا نَعُوذُ بك من الَألْس والألْق (٢) والسَّخيمة".

قال أبو عبيد: الألْس، اختلاط العَقْل. يقال: قد ألِسَ فهو مألوس. والألْق؛ أحْسِبُه أراد الوَلق. [و] (٣) وُيرْوَى عن عائشة -رضي الله عنها-، أنَّها كانت تقرأ: (٤) "إذْ تَلِقُونَه بألْسِنتكم" (٥). يقال: [وَلَقت (٦)] ألِقُ وَلْقًا.

هذا قول أبي عبيد.

قال أبو محمد: لا أرى الألْس في هذا الموضع إلَّا الخيانة (٧) والغِشّ. ومنه يقول الناس: فلانٌ لا يُدالِس ولا يُوالِس.

فالمُدَالَسَة: من الدَّلَس. وهو الظُّلْمَة، يُريد (٨) أنَّه لا يُعمّي عليك


(١) غريب الحديث ٤/ ٤٩٤ - ٤٩٥، ٤٩٦. والفائق ١/ ٥٥ (زاد بعد الألف: والكبر)، والنهاية ١/ ٦٠.
(٢) في الأصل: الولق. وتمامه في غريب الحديث: " ... والألق والكبر والسخيمة".
(٣) زيادة من: ظ.
(٤) ظ: تقرأها.
(٥) سورة النور، الآية ١٥، وفي المصحف الشريف: {إذْ تَلَقَّوْنَه}. وينظر: المشكل ٣٧، ٤٠؛ واللسان (و/ ل/ ق، ق ١٢/ ٢٦٥)، والمختصر في القراءات الشاذة: ١٠٠، وتلقونه (بتشديد القاف): تقبلونه وتقولونه، وتلقونه (بضم القاف المخففة): من الولق: الكذب، والحجة: ٢٦٠.
(٦) سقطت من: ظ.
(٧) الفائق ١/ ٥٥، وقيل: الألس: الخيافة.
(٨) ظ: يراد.

<<  <   >  >>