للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

إذا أضرَّكَ ولم يُوافِقْكَ. كما قالوا: وكّدْتُ، وأكّدْتُ، ووقّتُّ وأقَّتُّ من الوقت.

* * *

٢٧ - وقال أبو عبيد (١) في حديث النَّبي - صلَّى الله عليه وسلَّم, حديث قَيْلَة "لا تخبرها فَتَتْبَع أخا بكر بن وائل بين سَمْع الأرض وبَصَرِها".

قال أبو عبيد: قال بعضهم: بين طُولها وعَرْضها. ولا أدري ما الطول والعَرْض من السمع والبَصَر، ولكنَّ وجهه عندي: أنَّها أرادت أنَّ الرجُل يخلو بها ليس أحد يسمع كلامها ولا يبصرها إلَّا الأرض القَفْر. فصارت الأرض خاصَّة كأنَّها هي التي تسمعها وتبصرها. وهذا مثلٌ ليس على أنَّ الأرض تسمع وتبصر. وهو كقول النَّبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - في أُحُد: (٢) "هذا جَبَلٌ يُحبّنا ونحبُّه". وكقول الله -عزَّ وجلّ-: (٣) {جِدَارًا يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ} (٤). وكان الكسائي يحكي عن العرب، أنَّهم يقولون: منزلي


(١) غريب الحديث ٥٥، وفيه: "أخت قيلة، لا تخبرها ... ". وقيلة؛ هي: بنت مَخْرمة، هاجرت إلى النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - مع حريث بن حسان، وافد بني بكر بن وائل، وحديثها في: الترمذي (كتاب الأدب، باب ما جاء في الثوب الأصفر) والبخاري (كتاب الأدب)، ينظر: التهذيب ١٢/ ٤٤٧؛ وهو بتمامه في: الفائق ٣/ ١٠٠.
(٢) غريب الحديث ٣/ ٥٦ وينظر: ابن حنبل ٣/ ١٠٤، ١٤٩، ١٥٩، ٢٤٠، والبخاري (كتاب الجهاد ٧١، ٧٤)، وابن ماجه (المناسك: ١٠٤) وفتح الباري ٧/ ٣٧٧، والروض الأنف ٢/ ١٢٦، والمغانم المطابة ص ١٠.
(٣) ظ: عزَّ اسمه.
(٤) سورة الكهف: الآية ٧٧، وينظر: مجاز القرآن ١/ ٤١٠.

<<  <   >  >>