للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

إليك حَجَرًا حجرًا؟ فقالت: إنِّي لم أُرِدْه وإنَّما أردْتُ أهله.

* * *

٢٨ - وقال أبو عبيد (١) في حديث النَّبي - صلَّى الله عليه وسلَّم -، وذكر مكة فقال: "لا يُخْتَلى خَلَاها، ولَا تَحِلُّ لُقَطَتُها إلَّا لمُنْشِد".

قال أبو عبيد: المُنْشِد: المُعَرِّف. ويقال: أَنْشَدْتُ الضَّالّة إذا (٢) عرّفْتُها، وَنَشَدْتُها طَلَبْتُها.

قال: وقال عبد الرحمن بن مهدي: (٣) إنَّما معناه: لا تَحِلُّ لُقَطَتُها. كأنَّه يُريد البَتَّة. فقيل له إلَّا لمنْشِد. فقال: إلَّا لمنْشِد. وهو يريد المعنى الأول. قال: ومَذْهَبُهُ في هذا التفسير كالرجُل يقول: والله لا فعلْتُ كدا. ثم يقول: إنْ شاء الله، وهو لا يُريد الرجوع عن يمينه. ولكن (٤) لقن شيئًا فلقِنَه.

فمعناه: إنَّه ليس (٥) يحِلّ لملتقط منها إلَّا إنشادُها: فأمّا الانتفاع، فإنَّه لا يحِلّ.


(١) غريب الحديث ٢/ ١٣٢، وينظر: الفائق ١/ ٣٩٠، والنهاية ٥/ ٥٣، و ٢/ ٧٥، والتاج ٩/ ٢٢٢ (ن/ ش/ د)، وسنن أبي داود ٢/ ٢١٢.
(٢) سقطت من: ظ. وقد أيّده ابن درستويه، قال: نشدت الضالة بغير إذا عرفتها.
ينظر: تصحيح الفصيح ج ١/ ١٨٦، وتثقيف اللسان: ٣٤١. والكتاب ١/ ١٧٣، والشيرازيات (مخطوط، ق / ١٤ ب).
(٣) عبد الرحمن بن مهدي أبو سعيد البصري من الحفاظ المحدّثين، توفي سنة ١٩٨ هـ. ينظر: صفة الصفوة ٤/ ٢، تذكرة الحفاظ ١/ ٣٠١.
(٤) ظ: ولكنّه.
(٥) في الأصل: ليس للملتقط منها إلَّا.

<<  <   >  >>