للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فصل

وأما "كاد" ففعل متصرف، يستعمل منه الماضي والمضارع، كقولك: كاد زيد يقوم، ويكاد يقوم، قال الله سبحانه "يكاد البرق يخطف أبصارهم" وقال تعالى: {يَكَادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ} (١) [البقرة: ١: ٢٠]. وقال تعالى: {إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا} (٢) [النور: ٢٤ - ٤٠] وقال تعالى: {مِنْ بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِنْهُمْ} (٣) [التوبة: ٩ - ١١٨].

إلا أنها وإن شاركت "عسى" في معنى المقاربة، فهي أشد مطالبة للفعل من "عسى" وأقرب إلى الحال منها، وتلك أبعد منه. فلهذا استغنت "كاد" عن دخول "أن" في خبرها، وكان الاستعمال الأكثر الأشيع "كاد زيد


(١) ((البقرة ١: ٢٠ "يكاد البرق يخطف أبصارهم، كلما أضاء لهم مشوا فيه .. ".
(٢) ((النور ٢٤ - ٤٠ "أو كظلمات في بحر لجي ... ، ظلمات بعضها فوق بعض، إذا أخرج يده لم يكد يراها ... ".
(٣) ((التوبة ٩: ١١٨ "لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والأنصار، الذين اتبعوه في ساعة العسرة، من بعد ما كاد يزيغ قلوب فريق منهم ... ".

<<  <   >  >>