للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومما أعمل عمل الأفعال ألفاظ سميت بها الأفعال أي قامت مقامها ودلت عليها بعملها (١) عملها، وذلك اختصارٌ منهم، فسميت أسماء الأفعال بهذا تعرف في الصناعة لأنها، كما قلنا، شبهت في دلالتها (٢) عليها بدلالة الاسم على مسماه.

والفرق بينها وبين مسمياتها من الأفعال أنها وإن عملت عملها فإنها ليست بصريح أفعال لعدمها (٣) التصرف الذي هو خاصٌ بالفعل، ولذلك نقص تصرفها في معمولها عن تصرف الفعل وانحطت في ذلك عن رتبته، وألفاظ الأفعال دوال على المعاني التي وضعت لها، وهذه دوال على تلك الألفاظ، فهي أسماءٌ لألفاظها؛ ألا ترى أن لفظ "بَعُدَ" دالٌ على المعنى الذي تحته، وهو خلاف القرب، وقولك هيهات اسم للفظ "بعد" أي دالٌ عليه، وفيه مع ذلك زيادة (٤) هي المبالغة والاختصار. أما المبالغة فلأنه يدل على شدة البعد، فكأنه قال (٥) في قوله:

هيهات خرقاء .............................................. (٦)


(١) في (ج): فعملت عملها.
(٢) في (ج): في دلالتها على الأفعال إذا عملت عملها بدلالة.
(٣) في (ج): بعدمها.
(٤) في (ج): زيادة معنى.
(٥) في (ج): فكأنه قد قالز
(٦) (هيهات خرقاء إلا أن يقربها ... ذو العرش والشعشعانات الهراجيب)
الشعشعانات: الطوال ويعني الإبل، الهراجيب جمع هرجاب وهي الناقة الطويلة. والشاهد لذي الرمة.
وهو في الديوان ٥٠، الخزانة ١/ ١٢٣.

<<  <   >  >>