للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

(قد كنت داينت بها حسانا ... مخافة الافلاس والليانا) (١)

لأن الافلاس، وإن كان مجروراً بالإضافة، فهو (٢) في موضع نصب لأنه في المعنى مفعول لمخافة.

ومن لوازم المصدر أنه لا يفصل بينه وبين معموله بأجنبي، لكونه عندهم موصولاً بمعموله، وأنه يعمل على كل حال ما قدر بأن والفعل سواءٌ كان للمضي أو للحضور أو للاستقبال، وكونه للحضور بعيدٌ في التقدير لأنه يقدر بأن والفعل إذا أعمل، و"أن" لا تدخل على حاضرٍ وإنما تعمل في المستقبل، ولكنك يمكنك أن تشير إلى ضربٍ موجود موقعٍ في حال إشارتك فتقول لضاربٍ رجلاً في حال إيقاعه الضرب به: هذا الضرب زيداً قاتله، فاعرف ذلك.


(١) داينت: من المداينة وهي البيع بالدين، بها: أي بالإبل، حسان: اسم الرجل، الميان: مصدر لويته بالدين ليا وليانا إذا مطته وهو مصدر نادر لم يسمع نظيره على فعلان إلاشنآن في لغة إسكان النون. يقول: داين بالإبل حسان لأنه رجل مليء لا يماطل، مخافة أن يداين غير حسان ممن ليس: يمليء فيماطل، لإفلاسه والشاهد فيه نصب الليان بإضمار فاعل تقديره "وأن خفت" وقيل: يجوز أن يكون معطوفاً على "مخافة" والتقدير مخافة الإفلاس ومخافة الليان، ثم حذف المضاف وهو "مخافة" الثانية، وأقام المضاف إليه مقامه فانتصب انتصابه.
نسبة سيبويه إلى رؤبة، ونسبة ابن يعيش إلى زياد العنبري (؟ )، وذكر العيني في المقاصد النحوية أنه ينسب إليه.
الكتاب ١: ٩٨، الإيضاح العضدي ١: ١٥٩، شرح المفصل ٦: ٦٥، مغني اللبيب ٢: ٢٨، المقاصد النحوية ٣: ٥٢، الخزانة ٢: ٣٢٨، ولم أعثر عليه في ديوان رؤبة.
(٢) في (آ) و (ب) و (ج): فهو في معنى مفعول لمخافة.

<<  <   >  >>