للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أجازه، وذلك على حد قولك: الرجلان قاما والرجال قاموا، واتصال تاء التأنيث اللاحقة بأفعال المؤنث بهما كقولك: نعمت المرأة هند وبئست الجارية جمل، وعليه قول الشاعر يصف ناقة:

نعمت زورق البلد (١)

فأما جمودهما، فلما تضمنتاه من الزيادة على معنى الخبر، وذلك هو المبالغة في المدح أو الذم، والمبالغة زيادة على الأصل، وهذه المبالغة (٢) تضمنتاها وصيفتهما صيغة بواقي الأفعال التي لم توضع للمبالغة، فبذلك خرجتا عن منهاج جمهور الأفعال، فأشبهتا الحروف الموضوعة للمعاني، فألزمتا طريقة واحدة، وذلك هو الجمود وعدم التصرف.

وأصل لفظيهما "نَعِمَ" و"بئس" وكما تقول: علم وحذر، إلا أنهما لازمان، وقد نطقوا بهذا الأصل. وقال طرفة (٣):


(١) ((تقدم الحديث عن هذا الشاهد.
(٢) ((في (ج) و (ء): وذلك هو المبالغة.
(٣) ((طرفة بن العبد بن سفيان البكري الوائلي، (٨٦/ ٥٣٨ - ٦٠) /٥٦٤).
طبقات فحول الشعراء: ١١٥ - ١١٧، الشعر والشعراء ١: ١٨٥، الخزانة ١: ٤١٤. ورواية للشاهد في الديوان ص ٥٨:
خالتي والنفس قدمًا إنهم ... نعم الساعون في القوم الشطر

<<  <   >  >>