للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أو درهمًا صحيحًا أو غير ذلك مما حذف، وقد علم كل العلم، ولذلك يحذف الموصوف.

وأيضًا فإن الحال تقع بعد تمام الكلام فقط، هذا هو الأصل فيها، والتمييز يقع تارة بعد تمام الكلام، وتارة بعد تمام الاسم، وهي-أعني الحال-تفسير بفي، والتمييز يُفسر بمن، إلى غير ذلك من الفروق التي بينها وبينه.

ومن الفرق بينها وبين المفعول به (١) أنها تعمل فيها الأفعال والمعاني فالأفعال ظاهرة في التمثيل والمعاني كقول النابغة (٢).

كأنه خارجًا من جنب صفحته ... سفود شرب نسوه عند مفتأد

"خارجًا" حال، والعامل فيها ما في "كأن" من معنى التشبيه، فكأنه قال: أشبهه سفود شرب خارجًا، أي في حال خروجه.

والمفعول به لا تعمل فيه المعاني، وإنما تعمل فيه الأفعال الصريحة المتعدية، والحال تعمل فيها المتعدية واللازمة، فالمتعدي كقولك: ضربت زيدًا قائمًا، واللازم كقولك: انطلق محمد مسرعًا، والمفعول في الأصل


(١) ((به: ساقطة من بقية النسخ.
(٢) ((زياد بن معاوية الذبيالي (٠٠ - ١٨/ ٦٠٤) الشاعر الجاهلي المحكم في الشعر في عكاظ. طبقات فحول الشعراء: ٤٣، الشعر والشعراء ١: ١٥٧، الأغاني ٩: ١٦٢. وصلة الشاهد قبلة:
شك الفريصة بالمدري فأنفذها ... شك المبيطر إذ يشفي من العضد
الفريصة: مرجع الكتف إلى الخاصرة، المدري: القرن، العضد: داء يأخذ الإبل في أعضادها من ثقل حمل، كأنه خارجًا يعني المدري طعن به وأخرجه. الصفحة: الجانب كله. المفتأد: المشتوى والمطبخ. وكل نار يشوى عليها. شبه قرنة والكلب فيه بسفود فيه شواء.
وهو في الديوان: ١١، مجاز القرآن ٢: ١٣٢، الخصائص ٢: ٢٧٥، الخزانة ١: ٥٢١.

<<  <   >  >>