للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ماشيًا بل قد يجيء راكبًا وعلى غير الركوب والمشي من الأحوال. وتجيء الحال مؤكدة، كقوله:

كفى بالنأي من أسماء كافي ............. (١)

أي كافيًا، فهذا مما أسكن فيه منصوب المنقوص ضرورة.

وقوله "كافي" حال مؤكدة، إذ كان قوله: "كفى" قد أغنى عنها، وكفى منها لدلالته على ما دلت عليه، وفي التنزيل {وَهُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقاً} (٢) [البقرة: ٩١]، فقوله "مصدقًا" توكيد لما قبله، لأنه لا ينتقل عن تصديقه وقوله "وهو الحق" قد أبان عن التصديق.

وتجيء الحال مقدرة، ومنه مسألة الكتاب، وهي قوله "مررت برجل معه صقر صائدًا به غداً"، أي مقدرًا الصيد به غدًا (٣)، كذلك فسره النحوي.

وربما قالوا: من ضروب الحال الموطئة، وهي مثل قوله تعالى


(١) ((الشاهد من قصيدة لبشر بن أبي خازم (٠٠ - ٩٢/ ٥٣٣) وعجزه.
وليس لحبها إذ طال شاف
إذ: تعليلية، متعلقة بشاف، والمعنى: يكفيني بعدها بلاء، فلا حاجة بي إلى بلاء آخر، إذ هو الغاية، ولا شفاء لي من مرض بعدها مع طوله، ويجوز أن تكون الواو حالية، ويستفاد من كلام صاحب الخزانة أنه يستشهد بقوله "كافي" من وجهين، الأول وقوع اسم الفاعل مصدرًا، فإنه هنا مفعول مطلق مؤكد لقوله "كفى" فهي بمنزلة كفاية، والثاني الوقف عليه بالسكون، والمنصوب حقه أن يبدل تنوينه ألفًا.
وهو في الديوان: ١٤٢، المقتضب ٤: ٢٢ المنصف ٢: ١١٥، شرح المفصل ٦: ٥١، اللسان "كفى"، الخزانة ٢: ٢٦١.
(٢) ((البقرة ١: ٩١ {وإذا قيل لهم: آمنوا بما أنزل الله. قالوا: نؤمن بما أنزل علينا ويكفرون بما وراءه، وهو الحق مصدقًا لما معهم .. }.
(٣) ((انظر الكتاب ١: ٢٤٣، المقتضب ٣: ٢٦١.

<<  <   >  >>