للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وهذا على من فتح النون منها، وذاك هو الأشهر الأعرف دون كسرها، وكذا قولهم: سرعان ذي إهالةً، أي سرعت، وفي أمثالهم "سرعان ذي إهالةً وحقنا" (١) أي ما أسرعها، والإهالة الشحم المذاب.

وكذا قولهم في التبعيد والمبالغة فيه: هيهات، وهو اسمٌ لبعد قال تعالى {هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ لِمَا تُوعَدُونَ} (٢) [المؤمنون: ٣٦]، وقال الشاعر:

(فهيهات هيهات العقيق وأهله ... وهيهات خلٌ بالعقيق نواصله) (٣)


(١) سرعان بمعنى سرع، نقلت فتحة العين إلى النون فبني عليها، وكذلك وشكان وعجلان وشتان. وأصل المثل أن رجلا كانت له نعجة عجفاء، وكان رغامها يسيل من منخريها لهزالها، فقال سرعان ذا إهالة. أي سرع هذا الرغام حال كونه إهالة ويجوز أن يحمل على التمييز تقدير نقل الفعل مثل قولهم: تصبب زيد عرقاً. وفي رواية أخرى، وشكان ذا إذابة وحقنا، أي ما أسرع ما أذيب هذا السمن وحقن، ونصب إذابة وحقنا على الحال كما يقال: سرع هذا مذاباً ومحقوناً، يضرب في سرعة وقوع الأمر، ولمن يخير بالشيء قبل أوانه. جمهرة الأمثال ١: ٥١٩ مجمع الأمثال ١: ٣٣٦، ٢: ٣٦٧.
(٢) المؤمنون ٢٣: ٣٦.
(٣) العقيق: هو في الأصل كل مسيل ماء شقة السيل في الأرض فأنهره ووسعه، وسمي به أماكن كثيرة في بلاد العرب، والبيت لجرير، والشاهد فيه مجيء هيهات بمعنى بعد ورفع العقيق وخل على الفاعلية.
الديوان: ٤٧٩، معاني القرآن ٢: ٢٣٥ الصحاح "هيه" شرح المفصل ٤: ٣٥ اللسان "هيه"، أوضح المالك ٣: ١١٩، شذور الذهب: ٤٠٢ مع اختلاف في الرواية.

<<  <   >  >>