للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأنى بمعنى أين ظرف يستفهم به تارة كقوله تعالى {أَنَّى لَكِ هَذَا} (١) [آل عمران: ٣٧]، ويجازى بها أخرى كقولك: أنى تقم أقم، قال:

(فأصبحت أنى تأتها تلتبس بها ... كلا مر كبيها تحت رجلك شاجر) (٢)

ومن الأسماء المجازى بها "مهما" في نحو قوله عز وجل: {مَهْمَا تَاتِنَا بِهِ مِنْ آيَةٍ لِتَسْحَرَنَا بِهَا فَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ} (٣) [الأعراف: ١٣٢] وقول امرئ القيس (٤):

( ..................... ... وأنك مهما تأمري القلب يفعل)

وقولك: مهما تصنع أصنع، معناه: أي شيء صنعت صنعت.

وللناس فيها أقوال (٥)، منها أنها "مه" ضمت إليها "ما"


(١) آل عمران ٣: ٣٧ {فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنْبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا ........ قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَذَا}.
(٢) وصف داهية شنيعة وقضية عويصة دقيقة من أتاها ورام ركوبها التبس بها ونشب، واستعار لها مركبين، وإنما يريد ناحيتيها اللتين ترام منهما. الشاجر المختلف والمضطرب وشجرت بين الشيئين فرقت بينهما. البيت من قصيدة للبيد يخاطب بها عمه أبا مالك.
الديوان ٥٢٠، الكتاب ١: ٤٣٢، شرح المفصل ٧: ٤٥، اللسان (فجر) شرح قطر الندى: ٩٠، الخزانة ٣: ١٩٠، ٤: ٢١٠.
(٣) الأعراف ٧: ١٣١.
(٤) امرؤ القيس بن حجر بن الحارث الكندي (١٣٠/ ٤٩٧ - ٨٠/ ٥٤٥) يعرف بالملك الضليل لاضطراب أمر حياته وذي القروح لما أصابه من مرض موته. الأغاني ٩: ٧٧ وصدر البيت: أغرك مني أن حبك قاتلي.
وهو من معلقته. الديوان: ١٣ الكتاب ٢: ٣٠٣، شرح المفصل ٧: ٤٣، شرح قطر الندى: ٨٥.
(٥) هي عند سيبويه "مه" ضمت إليها "ما"، وعند الخليل والمبرد "ما" ضمت إليها "ما". الكتاب ١/ ٤٣٣، المقتضب ٢/ ٤٨.

<<  <   >  >>