للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

سبحان الله. والأول أشبه بالصناعة والثاني أقرب مأخذاً، وذهب أبو علي في قول الفرزدق:

(وإن قال غاوٍ من تنوخ قصيدةً ... بها جرب عدت علي بزوبرا) (١)

إلى أن "زوبرا" اسمٌ علمٌ في هذا البيت، علقه الشاعر على القصيدة فلم يصرفه للتأنيث والتعريف.

وبالجملة، فتعليق الأعلام على المعاني قليلٌ ضعيفٌ في قياس العربية، لأن الجثث هي الثابتة اللابثة، فهي بوضع الأعلام عليها لتختص، وينفرد بعضها من (٢) بعضٍ أحق؛ فأما "محوة" في اسم الشمال من قوله:


(١) بها جرب: أي فيها عيب من هجاء ونحوه. قالوا: ترك صرف زوبر، وهو منصرف، ومعناه نسبت إلي بكمالها، من قولهم أخذ الشيء بزوبره إذا أخذه كله، وقيل بزوبراً، أي: كذباً وزوراً، وقال ابن جني سألت أبا علي عن ترك صرف زوبر. فقال: علقه علماً على القصيدة، فاجتمع فيه التعريف والتأنيث.
نسب ابن منظور (٦٣٠/ ١٢٣٢ – ٧١١/ ١٣١١) هذا الشاهد إلى ابن الأحمر عمرو بن أحمر بن العمرد (٠٠ – ٦٥/ ٦٨٥) كما نسبه ابن يعيش (٥٥٦/ ١١٦١ – ٦٤٣/ ١٢٤٥) في شرح المفصل إلى الطرماح، وفي ديوان الفرزدق أربعة أبيات، يقولها لقومه يقع هذا البيت ثانيها.
ديوان الفرزدق: ٣٦٦، ديوان ابن الأحمر: ٨٥، أمالي ابن الشجري ١: ٢٤٩، شرح المفصل ١: ٣٨، اللسان (زبر، حقق) الخزانة: ١: ٧١، على اختلاف في الرواية.
(٢) في (آ): عن.

<<  <   >  >>