للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وذهب الخليل (١) إلى أن هذه العلامات اللاحقة آخر هذا الاسم، الدالة على معنى من هو له - وهى الياء والكاف والهاء، ومؤنث ذاك ومثناه ومجموعه - أسماه مضمرة ذاتُ مواضع من الإعراب، وهو الجر، بإضافة هذا الاسم إليها؛ واحتج في ذلك بشيء رواه عن العرب، وهو قول قائلهم:

"إذا بلغ الرجلُ الستين فإياه وإيا الشوابِّ" (٢)

فأوقع الاسم الظاهر هذا الموقع الذي وقعت فيه هذه العلامات، وجره بإضافته إليه، فدل ذلك على أنها أسماءٌ كما أن "الشواب" اسم، كأنه لو أضمره قال: وإياهن، والذي رواه قليل في الاستعمال (٣) فلو قلت قياسًا عليه: إياك وإيا زيدٍ، لم يكن عندهم قياسًا مرضيًا لقلة المقيس عليه، ولأنه إن كان "إيا" ضميرًا لم تجز إضافته لأن (٤) الضمائر لا تضاف لكونها مستغنية عن الإضافة بما فيها من التعريف التام. وليس للمجرور ضمير منفصل، فيذكر، لأن المجرور أدخل في الجار وأشد اتصالًا به والتزامًا من المنصوب بناصبه، والمرفوع برافعه.

ومتصل المضمراتِ عامٌ في الأضرب الثلاثة من المرفوع والمنصوب


(١) انظر الكتاب ١: ٣٨٠، المقتضب ٣: ٢١٢.
(٢) الكتاب ١: ١٤١.
(٣) يلي ذلك في "ج": لا يكاد يتردد في كلامهم، فلو قاسه قائس فقال إياك وإيا زيد كان عندهم واهيًا ضعيفًا، إذ كان قياسًا على النادر القليل.
(٤) في "ج": لأن الضمائر لا تحتاج إضافتها إلى شيء لاستغنائها بما فيها

<<  <   >  >>